ماذا إذا كنت أنت المُتكلِّم؟
ماذا إذا كنت أنت المُتكلِّم؟
ينبغي أن يكون حوار المتكلم معتمدًا على السهولة وتبسيط الأمثلة، خصوصًا أولئك الذين ترتبط وظيفتهم بالتحدُّث كالأساتذة أو المُحاورين، ويذكر الكاتب لنا مثالًا عن الشيخ الشعراوي (رحمه الله) الذي لجأ إلى البساطة التي تصل إلى العامة دون تغيير المضمون فحاز قلوب الملايين من العالم العربي، وينصح الكاتب بعدة طرق تُساعد على جذب الانتباه كتغيير طريقة الكلام من السرد إلى السؤال، وأخذ رأي المُستمع مما يُشعره بالأهمية.
أما أهم ما يجب أن نتخلَّص منه بخصوص المُقاطعة هو ذلك التصرُّف الذي نلجأ إليه ونتحوَّل من مُستمعين إلى مُتكلمين مُزعجين، كأن يُحدثنا أحد عن مشكلته مع ألمٍ في جسده فنرد عليه بأننا نُعاني ألمًا أشد منه ثم نُكمل الحديث وكأننا نوحي له أنه لا قيمة لموضوعه، يجب علينا في هذه الحالة أن نستمع وأن نتغلَّب على أهوائنا بالتحدُّث والشكوى.
كذلك المقاطعة لأجل المعارضة حتى ولو كان المُتكلم مُخطئًا في كلامه بالفعل، يجب عليك حينها أن تكون صبورًا وتنتظر حتى إنهاء حديثه وتُظهر له اهتمامك واستماعك لما يقول وهذا من آداب الحديث، كما يُنصح بأن تسأل الطرف الآخر ما إذا كان أنهى حديثه أم أن هناك ما يودُّ إضافته وتوضيحه، وبذلك تكسب أنت اهتمام من حولك، أما المُتحدث الذي يقول ما تعترض عليه لمجرد استفزازك أو كراهيتك، فالحقيقة هنا أن الأولى تجاهله ولا جدوى من النقاش معه ما دام أنه غير مُستعد له أصلًا.
الفكرة من كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
بفن الكلام وصل أناسٌ إلى حيث لا ينساهم التاريخ، فبه حكم البعض بلادًا، وبه حقَّق البعض الآخر مُبتغاهم ولو كانت مؤهلاتهم أقل من مُنافسيهم لكنهم كانوا مُؤثرين، وربما بفن الكلام خلق صاحبه أفضل العلاقات مع أحبَّته ومن حوله على الأقل، ولا تُوجد وظيفة أو شيء في الحياة إلا وللكلام وفاعليته فيها حضور كبير، فهلَّا اعتبرنا ذلك الفنّ مهارةً وجب علينا اكتسابها حتى نصل على نحو أسرع إلى ما نُريد.
مؤلف كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
إيهاب فكري: كاتب وباحث في علوم الإدارة، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، كما حصل على الدكتوراه في استراتيجيات التسويق من الجامعة الأمريكية بلندن، وقد عمل في مجال الإدارة في كثيرٍ من الشركات العالمية، كما عُرف بإسهاماته في التدريب والمحاضرات العامة.
من أبرز مؤلفاته:
4 شارع النجاح.
أصحاب الكاريزما.
بين يدي أستاذي.