ماذا إذا صعُب التغيير؟

ماذا إذا صعُب التغيير؟
رأينا كيف تهدف تقنيات العلاج المعرفي السلوكي إلى فحص الأفكار وتغييرها من الأساس، وهذه عملية ليست سهلة وقد لا تكون الحل الأنسب دائمًا، إذًا ما الحل يا صديقي؟ حسنًا، الحل في نوع جديد من العلاج النفسي وهو العلاج بالقبول والالتزام، وهو يقدم طرائق للتعامل مع الأفكار تهدف إلى وضع مسافة بينك وبين أفكارك، وأن تؤمن بأن الأفكار ليست سوى مجرد أفكار، وأن لديك القدرة على رفضها والتوقف عن الاستجابة لها. ومن تقنيات العلاج بالقبول والالتزام تقنية أنا ألاحظ، فإذا جاءتك فكرة معينة فلا تقل “أنا أفكر في كذا”، بل قل “أنا ألاحظ أن لدي فكرة كذا”، وبهذا تكتسب المسافة النفسية التي تحتاج إليها. بالإضافة إلى تقنية شكرًا يا عقلي، فعندما يفرط عقلك في التفكير والقلق والحديث السلبي قد يكون ذلك محاولة منه لتنبيهك لشيء ما أو حل مشكلة، وهنا اشكره على التنبيه

لكن لا تَسِر معه في الطريق الخطأ بالاستمرار في الخوف والتفكير، واختر طرقًا أخرى أكثر إيجابية وفائدة، كما توجد تقنية دع أوراق الشجر تَسِر مع التيار التي تفيدك عندما تشعر بتضارب أفكار ومشاعر عديدة، ولتنفيذها: أغمض عينيك وتخيل أن تيارًا من الماء الهادئ يتدفق أمامك، وعندما تتبادر الأفكار إلى رأسك، تخيل أنك تأخذ الفكرة من رأسك وتضعها فوق ورقة شجر تطفو على النهر، ثم شاهد الورقة والنهر يحملها بعيدًا وتختفي عن الأنظار، وبذلك لا تقاوم أيًّا من هذه الأفكار، وإنما تسمح لها أن تأتي وتذهب في هدوء.
ولأن الخوف من الأفكار ليس هو الخوف الوحيد، توجد تقنيات العلاج بالتعرض التي تساعدك على التغلب على الرهاب والفوبيا، وتبدأ هذه التقنيات باختيار وسيلة الاسترخاء المفضلة لديك من بين التصور والتخيل أو التنفس العميق أو إرخاء العضلات أو التأمل، ثم أنشئ تسلسلًا هرميًّا لمستوى شدة الخوف من 1 إلى 10، بعدها يأتي دور التعرض التدريجي، فإذا كنت تخاف حيوانًا ما فستبدأ بالمستوى الأول وهو التفكير في الحيوان، ثم أتبع ذلك بوسيلتك في الاسترخاء، وعند شعورك بالراحة في هذا المستوى انتقل إلى المستوى الثاني وهو مشاهدة صور لهذا الحيوان، ثم استرخِ، وهكذا ستنتقل من مستوًى إلى آخر إلى أن تصبح لديك ردة فعل جديدة بعد التعرض وهي الاسترخاء بدلًا من الخوف والذعر.
الفكرة من كتاب عيادة نفسية من داخل غرفتك
قرأتَ كثيرًا من كتب التنمية الذاتية لكن بلا فائدة؟ وضعت خططًا لا حصر لها لتغير حياتك لكن لم يثمر أي منها؟ فكرت في استشارة طبيب نفسي لكن لم يكن الأمر سهلًا؟ لا بأس يا صديقي، فبين يديك الآن تقنيات العلاج النفسي وأدواته بمدارسه المختلفة، التي تستطيع تطبيقها من الآن ومشاهدة آثارها الفعالة في زيادة وعيك بنفسك، واستكشاف ذاتك، ومعالجة ذكريات الماضي وتجارب طفولتك، وتغيير تفكيرك إلى الأفضل، ومواجهة مخاوفك وأفكارك المزعجة، فماذا تنتظر لتبدأ؟ ها هو العلاج النفسي يأتي إلى غرفتك!
مؤلف كتاب عيادة نفسية من داخل غرفتك
نِك ترينتون: كاتب أمريكي وباحث في مجال علم النفس، حاصل على درجة الماجستير في مجال علم النفس السلوكي، له أكثر من 30 كتابًا في مجال علم النفس، ومن أعماله:
القلق هو العدو.
علاج التفكير الضاغط.
قوة الأفكار الهادئة: تجنب الأفكار السلبية، استمع لعقلك بهدوء، تخلص من التوتر وعش بسلام.
معلومات عن المترجمة:
رانيا صلاح: مترجمة متميزة، ترجمت عديدًا من الأعمال، ومن ترجماتها:
متعة عدم الكمال.
تعلم التسويق كأنك تعيش قصة حب.
اكتشاف الغاية: كيف تقيم أهدافك في الحياة وتصنع طرق تحقيق غايتك.