مؤلفاته وأهم القضايا التي تناولها
مؤلفاته وأهم القضايا التي تناولها
معظم اهتمام الكواكبي كان منصبًّا على قضيتين قد شغلتاه مدة طويلة من الزمن، القضية الأولى هي قضية البحث في أسباب تأخُّر الأمم، خصوصًا الأمم الإسلامية، والثانية قضية البحث في الاستبداد وعوامله خصوصًا استبداد الدولة العثمانية، وقد جمع خلاصة آرائه عن قضايا العالم الإسلامي في كتابه “أم القرى”، وهو أول كتبه وبداية اشتغاله بالتأليف، وأصل اسم الكتاب هو “جمعية أم القرى”، والكتاب كله يمثل سردًا لمؤتمر عام تخيَّل الكواكبي انعقاده في مكة، وجمع فيه مندوبين عن أمم العالم الإسلامي في المشرق والمغرب، وألقى على لسان كلٍّ منهم خطابًا يشرح فيه حالة المسلمين كما يعرفها مما كان قد قرأه عن شؤون هذه الدول.
أما آراؤه في مسألة الاستبداد فقد أودعها في كتابه الثاني “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد”، وهو يتمثَّل في سلسلة مقالات كان قد نشرها في صحيفة “المؤيد” يتحدث فيها عن أسباب الاستبداد التي يراها في الأمم وآثاره في أحوال الدين والعلم والأخلاق وغيرها، ووسائل التخلُّص منه والتغلب عليه، ولم يطبع أو يعرف له من كتب غيرهما.
الفكرة من كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عبد الرحمن الكواكبي واحدٌ من رواد التجديد والإصلاح كان سيفه هو قلمه وأفكاره، وشخصية نالت من الثقافة القديمة والحديثة قلَّ أن نجد لها نظيرًا بين كتَّاب عصره، شخصية حاربت الاستبداد والمستبدين زمنًا وعرَّفتنا بخطورة الحكم الاستبدادي وأثره في الأمة والأفراد ووضعت الحلول لمحاربته وهو عبد الرحمن الكواكبي..
في هذا الكتاب، يأخذنا العقاد في جولة ودراسة وافية يتتبَّع فيها قصة كفاح الكواكبي، حيث يعرِّفنا فيها بحياته والجو الذي نشأ فيه، والثقافة التي تلقَّاها وعوامل تكوينه وأسباب نبوغه وذيوع صيته، ويعرفنا أبرز محطات حياته ومنهجه في الإصلاح الديني والمجتمعي والتعليمي والسياسي وأفكاره التي تبنَّاها ودافع عنها حتى وفاته.
مؤلف كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر، وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق.
له العديد من المؤلفات التي جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة” التي خلَّد فيها قصة حبه، وقد وهب الأدب حياته ولم يتزوج، وتوفي عام 1964.