مؤامرة باسم الحب!
مؤامرة باسم الحب!
يختلط الحب كغيره من المشاعر بشوائب عديدة، وكثيرًا ما يتم الخلط بينه وبين غيره من المشاعر، وهذا قد يؤدي أحيانًا إلى ضياع قيمته الحقيقية، ووجود العديد من الصور الزائفة له، التي لا تصمد أمام صعوبات الدهر، وامتحانات الزمن، لذا فمن الضروري التمييز بين الحب والمشاعر المختلطة به، وما من طريقة لتحقيق ذلك إلا من خلال العقل والمعرفة والتفقُّه في مسائل القلب وأعراضه، فهناك علامات بارزة للحب الصادق، فالحب الصادق لا يناله إلا من يستطيع التفهم والإحساس والإعطاء، لذا من الأفضل تحصين النفس، والحفاظ على المشاعر مستقرة إلى أن يحين موعد الحب الحقيقي، الذي يعتبره معظم الفلاسفة لا يأتي إلا مرة واحدة في العمر.
ومن أكبر المؤامرات على الحب المغالاة في قيمة وأهمية الغريزة الجنسية لدى الإنسان، والتي يُعبر عنها للأسف عند الغرب باسم “ممارسة الحب”، والحقيقة ما هي إلا عبارة خادعة للتصريح الجنسي، لذا فالجميع مُطالب بالتحرُّر من التبعية للغرب، لكي يكون لديه قدرة انتقائية لتخليص الحب من شوائبه.
لكن للأسف مع انفتاح العالم على بعضه، اندلعت العديد من الثورات الجنسية، وتنكَّرت الأفكار الإباحية بزي الحب، من خلال الدراما التي صورت العالم على أنه ليس إلا ملذات يجب إشباعُها بأي وسيلة، وغلب هذا العبث على أساليب الكتابة من شعر ومقالة وروايات، ويسمون هذا الأدب “الأدب المكشوف” تعبيرًا عن ضرورة الحديث عن الجنس، وتفشَّت هيستيريا الجنس في كل العالم، واختفت ملامح الحب في بيوت الزوجية، وتم نسيان مسؤوليات الزواج، وأصبح الحب للطرفين ما هو إلا لحظات شهوانية مميتة، والغرض من كل هذا هو تحويل الحب إلى سلعة استهلاكية لكسب الأرباح من خلاله، والقضاء على الإسلام الحضاري بكل ما يحمله من قيم، وقد أدرك جميع علماء العرب والغرب خطورة القنبلة الجنسية، حتى قيل: “إن خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطاقة الذرية”، وما يُحزن القلب حقًّا أن كل هذا الافتراء باسم الحب!
الفكرة من كتاب الحُب كيف نفهمه، وكيف نُمارسه؟
إن أعمق حاجات الإنسان حاجته إلى التغلب على شعوره بالعزلة والاغتراب، وليس هناك من وسيلة لتحقيق ذلك إلا بالحب، فهو الجسر الوحيد أمام الإنسان ليخرج من سجن الذات إلى اتساع الكون ورحابة الآخرين.
فتحاول الكاتبة هنا إزالة الالتباس بين الحب وضلالاته، والتفريق بين أنواع الحب المختلفة، وبين الحب والرغبة والحاجة، وتلقي الضوء على ضرورة التعلُّم عن الحب وعلاماته لكي يسهل التفريق بينه بين المؤامرات المُرتكَبة باسمه.
مؤلف كتاب الحُب كيف نفهمه، وكيف نُمارسه؟
صهباء أحمد محمد بندق: حاصلة على بكالوريوس العلوم وبكالوريوس الطب والجراحة جامعة القاهرة، وحاصلة على دبلوم الدراسات الإسلامية، وعضو هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة، وهي مستشارة صفحة “الاستشارات الصحية” بموقع إسلام أون لاين، ومن مؤلفاتها:
هشاشة العظام الخطر الصامت.
الدلائل الإرشادية الخاصة بتخزين الأدوية الأساسية وغيرها من المستلزمات الصحية.