ليلة العمر
ليلة العمر
ليلة الزفاف هي البداية الحقيقية لمشوار الحياة الزوجية، فلا ينساها أي متزوِّج مهما كانت الظروف، وفي هذا الليلة دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى إظهار الفرحة والبهجة بضرب الدف، وأباح الزينة في غير إسراف وبلا اختلاط فيها ولا عري، ويفضَّل أن يتم العقد في المسجد كي تعمَّ البركة تلك الزيجة، ونهى الإسلام عن الإسراف في كل شيء حتى في إظهار الفرحة، فلا ينبغي أن تكون تكاليف حفل العرس باهظة كما يحدث في كثير من الأحيان، وكما يحتفل بها الجاهلون بشرع الله تقليدًا للأجانب.
ويُسنُّ أن تقدَّم الوليمة في العرس وهي الطعام الذي يقدم لمن حضر حفل العرس، وذلك لإشهار الزواج واجتماع الأهل والأقارب والأصدقاء على الطعام، ويجوز أن تكون وليمة أو شاة أو غير ذلك من الطعام أو الحلوى، فقد أولم النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما تزوَّج بصفية (رضي الله عنها) بتمر وأقط وسمن حتى شبع الناس، ولما خطب علي بن أبي طالب فاطمة (رضي الله عنها) قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “إنه لا بد للعرس من وليمة”، والوليمة سنة واجبة، فإذا دعي إليها أحد فيجب أن يحضرها كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “إذا دُعيَ أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرًا فليطعم وإن كان صائمًا فليدعُ”.
وفي هذه الليلة يجب أن تُبدَّد المخاوف بين العروسين، وذلك بالملاطفة والملاعبة، وأن يبدأ العروسان ليلتهما بالصلاة معًا ركعتين، ومن السنة كذلك أن يضع الرجل يده على رأس عروسه ليلة الزفاف ويقول: “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه”، وإذا أراد أن يأتيها فيقول: “بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رزقتنا”.
الفكرة من كتاب دعوة للزواج
أول ما يواجهنا في العالم اليوم إباحية جنسية، وإيدز وهربس وسرطانات عجيبة، ثمرة منطقية لمخالفة الفطرة، ويبقى الزواج هو العلاقة الوحيدة الفطرية والشرعية بين الرجل والمرأة يباركه الله ويباركه الناس.
هذا الكتاب يؤكد أن طوق النجاة من الانحرافات الجسدية هو الزواج، فهيَّا نتعرَّف على الزواج الإسلامي كما حدَّده لنا الله (سبحانه وتعالى) وبيَّنه النبي (صلى الله عليه وسلم)، حتى لا تختلط الأمور وتضيع الأسرة المسلمة كما ضاعت الأسرة في المجتمع الغربي، إنها دعوة جادة للزواج، لكل مسلم ومسلمة يريدان أن يبنيا أسرة مسلمة سعيدة كما أراد الله سبحانه وتعالى.
مؤلف كتاب دعوة للزواج
منصور عبدالحكيم محمد عبدالجليل، كاتب ومحامٍ، من مواليد القاهرة، حاصل على ليسانس الحقوق عام 1978 جامعة عين شمس، له عدة كتب، مثل: “طارد الجن”، و”مواجهة الجن” و”موائد الشيطان”.