ليس مجرد حافظٍ للقرآن
ليس مجرد حافظٍ للقرآن
عندما نتأمل حال حفّاظ القرآن الآن نجدهم -بفضل الله- في ازدياد، ولكن المشكلة تكمن في مجرد السعي إلى الحفظ فقط دون الالتفات أولًا إلى عقد النية بالعمل بما يحفظونه، فهل فكر أحد الآباء مثلًا.. كيف يكون العملُ بالقرآن بدايةَ الحفظ من الأساس؟
ورد عن وكيع -أستاذ الإمام الشافعي (رحمه الله)- وغيره أنهم قالوا: “كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به”، وذلك بأنهم كانوا يهتمون بالعمل بما يتضمنه الحديث من توجيهاتٍ وأوامر، فتيسر عليهم حفظه بذلك دون عناء.
وكان من اهتمام الصحابة بتعلّم أحكام ما يحفظون وتطبيق الحفظ عمليًّا، ما جعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يعكف على حفظ سورة البقرة فقط في اثنتي عشرة سنة، ليس ذلك لبطء حفظه، وإنما لأنه كان حريصًا على العمل والفهم قبل الحفظ، ومثله ابنه عبد الله الذي مكث على حفظ السورة نفسها ثماني سنوات للغرض نفسه.
فقد وردت في فضل هذه السورة أحاديث كثيرة، ربما كانت السبب وراء حرص هؤلاء الصحابة على حفظها بتلك العناية، فورد عن النبي ﷺ أنه قال: “اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَان (أَيْ جَمَاعَاتٍ) مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةَ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةُ (أَيِ السَّحَرَة)”.
الفكرة من كتاب 20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن
لا شيء أحبّ إلى قلب الأب أو الأم من أن يريا طفلهما حافظًا لكتاب الله مرتلًا آياته عاملًا بأحكامه، سواء كان هؤلاء الآباء من المثقفين أم من عامة الناس حتى الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، كيف لا وقد أخبر النبي ﷺ في حديثٍ له قائلًا: “مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُوْرٍ، ضَوْؤُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلتَيْنِ لَا تَقُوْمُ لَهُمَا الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا القُرْآنَ”، وفي رواية أخرى: “بِتَعْلِيمِ وَلَدِكُمَا القُرْآنَ”.
يدور كتابنا هذا ببساطة حول عرض طرائق وأفكارٍ للآباء والمُربين، لتيسر عليهم رحلة حفظ أطفالهم للقرآن، لعل أحدهم يأخذ بإحدى هذه الطرائق وينتفع بها ولده.
مؤلف كتاب 20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن
عبد الله محمد عبد المُعطي: مستشار وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته:
علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله.
من اليوم لن تنام حزينًا يا بني.
علّم ابنك كيف يكره أخاه.