ليس كَمِثلِهِ شَيء
ليس كَمِثلِهِ شَيء
فارق الله -عز وجل- المخلوقات بصفات وأسماءٍ لا يشاركه في معناها سواه، بعضُها لا يطلق على غيره على سبيل الحقيقة أو المجاز، وبعضها يجوز إطلاقه على غيره مجازًا ولا تطلق في الحقيقة على ما سوى الله تعالى.
فمن أسمائه -سبحانه وتعالى- “الله”: وهو اسمٌ دالٌّ على الذات الجامعة لصفات الألوهية، ولا يطلق هذا الاسم على غير ذات الله تعالى حقيقةً أو مجازًا.
ومن أسمائه “الحقّ”: ومعناه الواجب بذاته مطلقًا أزلًا وأبدًا، ومتى رأى العبدُ نَفسه باطلًا ولم يرَ غير الله حقًّا فقد نال حظه من معنى هذا الاسم.
ومن أسمائه “الحيّ”: ومعناه الذي يندرج وجود جميع الموجودات تحت فعله وإدراكه.
ومن أسمائه “القيّوم”: ومعناه القائِمُ بذاتِهِ الذي به قَوامُ كلِّ شيء.
ومن أسمائه “الوَاحِد”: ومعناه المتفرِدُ بالوجودِ أزلًا وأبدًا، الذي لا يتجزأ ولا يتثنى، والواحد من العباد من فاق أبناء جنسه في إحدى خصال الخير.
ومن أسمائه “البدِيع”: ومعناه الذي لا عهد بمثله، والبديع من العباد من اختُصَّ بخاصيةٍ في الولاية أو العلم لم يُعهد مثلها في زمانِهِ وعصرِهِ.
ومن أسمائه “الباقِي”: ومعناه الواجِب وجُودُهُ بذاتِهِ، ولكن إذا أُضيف هذا المعنى للاستقبال سمي باقيًا، وإذا أُضيف للماضي سمي قديمًا.
ومن أسمائه “الجامِع”: ومعناه المُؤلِّفُ بين الأشياء متماثلها ومتباينها ومتضادها، والجامع من العباد من جَمَعَ بين الآداب الظاهرةِ في جوارِحِهِ والآداب الباطنة في قلبه.
ومن أسمائه “الوَاجِد”: ومعناه الذي لا يعوزُهُ شيءٌ، فهو الغني الذي لا يَفتَقِر.
ومن أسمائه “المَجِيد”: ومعناه الشريفُ في ذاتِهِ وفِعلِهِ.
ومن أسمائه “الماجِد”: وهو بمعنى المجيد لكن صيغة المجيد أكثرُ مبالغةً.
الفكرة من كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
تبلُغ معرفة معاني أسماء الله تعالى في الدين الإسلامي مبلغًا عظيمًا، إذ ورد في حديث أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة”، ولمّا كان كمال العبد وسعادته في التحلي بمعاني صفات الله -عز وجل- وأسمائه بقدر ما يُتصور في حقه،
كان التعرف على معاني هذه الأسماء ونصيب العبد من التحلي بكل اسم منها من أشرف المعارف التي تقرب العبد من ربه وتوصله إليه، وللعباد حظوظ في التحلي بمعاني صفات الله بقدر سعيهم وتَرقّيهم في معرفتهم بمعانيها، ونحن نذكر في هذا الكتاب معنى كل اسم من أسمائه -سبحانه وتعالى- وحظ العبد من الاتصاف به.
مؤلف كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
أبو حامد الغزالي: إمام عصره في الفقه وعلم الكلام والتصوف، تصدَّرَ لتدريس العلم وهو ابن العشرين وطُلِبَ بالاسم من الخليفة للتدريس في المدرسة النظامية ببغداد، وهي منارة العلم في عصره، وكان يحضر مجلسه المئات من طلبة العلم، توقف عن التدريس وبدأ رحلته في التصوف التي استمرت عشرةَ أعوام والتي كتب فيها كتابه إحياء علوم الدين، ثم عاد بعد ذلك إلى بغداد وتصدر للتدريس مرةً أخرى حتى وافته المنية عام 505 هجريًّا.
من مؤلفاته:
إحياء علوم الدين.
أيها الولد.
الاقتصاد في الاعتقاد.