ليس الوصول سهلًا.. ولكن
ليس الوصول سهلًا.. ولكن
لاحظ هيم أن التغيير لم يكن ليصبح مفاجأة لو كان قد راقب ما يحدث طوال الوقت أثناء وجوده في محطة الجبن “ج” وتوقع التغيير الذي أدى إلى نقصان الجبن حتى نفاده، وهنا كتب على الحائط قائلًا: “اشتمَّ رائحة قطعة الجبن من حين إلى آخر حتى تعرف متى يصيبها العطب”.
على أي حال؛ فقد مرت فترة طويلة لم يجد فيها هاو ما يبحث عنه وبدأ الشعور باليأس يراوده ويطبق عليه مع فقدانه لطاقته الجسدية، لكن تذكَّر أن السير في اتجاه جديد قد يجعله يعثر على ما يبتغيه، وبدأ يبحث في اتجاهات جديدة وبعد فترة ليست بالقصيرة عثر هاو أخيرًا على محطة جبن وكانت تحتوي أصنافًا متنوعة من الجبن، وما إن أكل منها واستعاد قوَّته اكتشف أنها كانت خاوية في باطنها، وأن هناك من سبقه إليها وترك هذه القطع القليلة.
قرَّر هاو أن يعود إلى صديقه هام ليرى ما إذا كان على استعداد للانضمام إليه وبعد فترة من المحاولات نجح أخيرًا في الوصول إلى محطة الجبن “ج” داخل المتاهة، لكن هيم قد رفض الذهاب معه معللًا ذلك بأنه لن يستمتع بالجبن الجديد، فهو ليس معتادًا إياه، ولم يحاول هاو هذه المرة إقناعه، بل هز رأسه بخيبة أمل وقرر الانطلاق بمفرده من جديد رغم الحنين إلى صديقه، لكنه أدرك أن سعادته وجدت لأنه لم يعد أسيرًا لمخاوفه بعد الآن، إذ إن ما يخشاه المرء لن يكون بنفس الصورة التي صوَّرها له عقله، فقد يتسبَّب الخوف في رغبته في عدم الاستمرار في البحث عما يريده في حين أن الأمر لا يحتاج سوى إلى خطوة يخطوها المرء وهو مُدرك أن التغيير أمر طبيعي في هذا الكون بأدق تفاصيله، والصواب هنا هو تغيير تلك المعتقدات السلبية التي تثبِّط المرء وتجعله موهومًا بما يراه دائرة أمان.
الفكرة من كتاب من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
في فترة من فترات حياتِنا نمرُّ بمواقف تنقلب فيها الأوضاع رأسًا على عقِب وتتغيَّر الأمور بما لم نرغبه دومًا ولطالما تخوَّفنا من حدوثه، وهذا التغيير قد يكون متعلقًا بالعمل والحياة المهنية أو العلاقات في حياتنا الشخصية، وما يحدث هنا أن أغلبُنا يمرُّ بحالة من الارتباك والتخوُّف، وقد يقف منتظرًا عودة الأمور إلى مجراها شاغلًا نفسه بالتحليل الدقيق لفهم سبب تغيُّرِها!
يناقش هذا الكتاب في إطار قصصي سهل اللُّغة هذه المشكلة، ويُمثل أبطالها بفأرين يعيشان حياة الفطرة، وقِزمَيْن بشريين تناسيا الفطرة التي وَجَب استخدامها بالعقل، كما يستخدم قطعة الجبن في إشارة إلى ما نريد الحصول عليه في حياتنا كالوظيفة أو العلاقات الناجحة أو المال أو السلام الروحي أو أي أمر ترتبط به السعادة، وأبطال القصة يعيشون داخل متاهة تُمثل المكان الذي يمضي فيه المرء وقته باحثًا عن ضالَّته المنشودة.
مؤلف كتاب من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
سبِنْسَر جونسون: هو مؤلف أمريكي ومحاضر في مجال النمو الشخصي والأعمال التجارية وأساليب الإدارة، وقد حصل على درجة الليسانس في علم النفس من جامعة جنوب كاليفورنيا، كما نال درجة الدكتوراه من الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا، وله مؤلفات في مجال الطب وجراحة القلب، وقد تُرجمت كتبه إلى أكثر من ست وعشرين لغة، كما دخل كتابه هذا “من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟” قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا، ومن أبرز مؤلفاته:
الهدية.. سر الاستمتاع بعملك وحياتك.
المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة.
قمم ووديان.
كينيث بلانشارد: هو مؤلف ومحاضر في الإدارة، حصل على درجة ماجيستير الفن في علم الاجتماع في جامعة كولغيت، ومن أشهر مؤلفاته كتاب “المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة” بالتعاون مع سبنسر جونسون، وكتاب “حوت منجز! قوة العلاقات الإيجابية”.