ليست عبئًا
ليست عبئًا
لقد وصَّى رسولنا الكريم (صلَّى الله عليه وسلَّم) في كثير من الأحاديث على حُسن التعامل مع المرأة، وفي الحديث الصحيح أنه (صلَّى الله عليه وسلَّم) قال في سكرات الموت: “خيركم خيركم لأهله”، وهذا ما يبين أن أي ممارسة مهينة للفتاة لا علاقة لها بالإسلام، فالمرأة ليست عبئًا على الرجل، بل هي رزق من الله إليه، لذا لا بد أن نتخلَّص من أفكار الجاهلية التي ما زالت في عقول البعض إلى الآن! بل من حق المرأة علينا أن نقف ضد الصعوبات التي تواجهها ونجد حلًّا منصفًا لمشكلاتها، حيث ما زالت المرأة تجاهد اجتماعيًّا للخلاص من الهواجس التي تطاردها وبخاصَّةٍ في بعض الأماكن، ونجد كثيرًا من الأشخاص يركِّزون على سلبياتها ويخفون كل ما ينصفها ويحفظ حقَّها.
فعلى الجميع أن يتركوا المرأة لتعيش حياتها كما تختار، وأن يخففوا من استخدام قضاياها لساحة حروبهم وكأنها سلاح لمعاركهم.
فما زالت المرأة العربية تعيش حالة صعبة من الناحية القانونية، ولكن يمكننا القول إن هناك بصيصًا من الأمل في تطوُّر المناشدة بحقوق المرأة، وهذا ما يدفعنا إلى التفاؤل بمستقبل المرأة، وبما يضفيه حضورها من إبداع وجمال في العمل والعلم والتربية والفكر.
فالمرأة ليست عبارة عن جسد فقط، بل لا بد لها من الاهتمام بعقلها وإنسانيتها وثقافتها، بدلًا من إهدار كل الوقت على الجمال والتزيُّن وارتداء الملابس، وكذلك لا بد أن تعي كل فتاة أهمية الزواج، ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الندوات المنعقدة لترشد المرأة إلى أسس الزواج الناجح الرومانسي، ودور الحوار في إثراء الحياة الزوجية، وفن الطبخ والديكور وغيرهما، ولا نقول أن تهتم النساء فقط بهذه الندوات والمحاضرات، بل من الضروري أن يُقام مثلها للرجال ليتعلَّموا أساليب العيش مع المرأة وأصول الملبس وطرق الحوار معها، فالتدريب على العواطف والرومانسية يشمل الرجل والمرأة، ونحن ندعو الله أن تكون كل الزيجات سامية وناجحة.
الفكرة من كتاب الدنيا… امرأة!
على الرغم من أن الإسلام كرَّم المرأة وحفظ لها حقوقها، فما زال البعض يُعامل المرأة على أنها كائن لا يحق له التحرُّك والظهور برأيه وكيانه، بل ويعتبرون قضيتها موضعًا للنزاعات والحروب، وكأنها سلعة فكرية! بينما المرأة هي الأم والأخت والابنة والقريبة والجارة؛ إنها مصدر العطاء والحنان، وقد علمنا بتحريم الإسلام لوأدها الجسدي، فهل جئنا الآن بالوأد المعنوي لنقهرها؟
مؤلف كتاب الدنيا… امرأة!
تركي الدخيل: دبلوماسي، يعمل في مجال الإعلام والصحافة، ويشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى الإمارات العربية المتحدة، صدر تعيينه بأمر ملكي في 10 فبراير 2019، وقد تلقَّى تعليمه الجامعي في جامعة الإمام محمد بن سعود، من أبرز مؤلفاته: “كيف تربح المال بأقل مجهود”، “سعوديون في أميركا”، “ذكريات سمين سابق”.