ليست النهاية!
ليست النهاية!
عندما يكبر أبناؤنا فلا بد أن نشير لهم إلى واقع الحياة، فهي بالطبع ليست وردية وكاملة ! إنهم يحتاجون إلى مساندتنا حتى لا يقعوا في نفس أخطائنا، وحين يتزوَّجون من الضروري أن نرشدهم إلى كيفية التعامل مع المشكلات بلياقة ومرونة.
وهذا بيت نبينا محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم) كانت توجد فيه العديد من المشكلات، ولكن رسولنا الكريم كان يتعامل مع زوجاته بمهارة وحكمة، فنحن نعلم كيف كانت تغار السيدة عائشة (رضي الله عنها)، وكيف كان يتعامل رسولنا مع غيرتها ويتكيَّف معها بالابتسامات والعقل، وكذلك في حادثة الإفك، فعلى الرغم من صعوبة الأمر فإن رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم) عرف كيف يتعامل مع الموقف، ثم برأ الله تعالى عائشة (رضي الله عنها).
إن الأزواج يتعرَّضون لكثير من الأشياء المعقَّدة في حياتهم مثل غيرة الزوج من نجاح زوجته، وهنا يجب على المرأة أن تفخر بزوجها وتُظهر له قيمته مهما حدث، لأن الرجل يحب أن يشعر برضاه عن ذاته، وليس من الحكمة أن ينظر كلا الطرفين إلى عيوب الآخر فقط! ولكن من الجميل أن يكتب كلُّ طرف إيجابيات شريكه، وأن يتحدَّث كل زوج مع زوجته ويخبرها عمَّا في نفسه كي تطمئن تجاهه ولا تُكثِر عليه بالأسئلة، ولكن إذا انتهت الحلول وحصل الانفصال، فلا داعي وقتها للجزع والتسخُّط!
وهنا نذكر قصة أم سلمة (رضي الله عنها) عندما تُوفِّي زوجها ووقفت على قبره تفكِّر، فمرَّ بها الحبيب محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم) وقال لها: يا أمة الله.. اصبري، فقالت: إليك عنِّي.. فقيل لها: إنه رسول الله، فذهبت إليه لتعتذر، فقال لها: إنما الصبر عند الصدمة الأولى، فإذا أصبتِ بمصيبة فقولي: “إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها”، فقالت أم سلمة: أي خير بعد وفاة زوجي؟ وبعد مرور الأيام خطبها النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم تزوجها، فقالت: “لقد أخلفني الله خيرًا من زوجي”.
الفكرة من كتاب المشاكل الزوجية.. فوائدها وفنُّ احتوائها
إن المشكلات الزوجية ليست نهاية الحياة، ولا تدلُّ أبدًا على انهيار العلاقة بين الطرفين، بل إنَّ لها العديد من الحلول، وتستلزم منَّا الإدارة السليمة والمنطقية، إنها فقط تحتاج إلى التعامل الليِّن المرن، وفي هذا الكتاب يشرح لنا الأستاذ جاسم المُطوَّع جميع جوانب المشكلات وفنون احتوائها.
مؤلف كتاب المشاكل الزوجية.. فوائدها وفنُّ احتوائها
جاسم محمد المُطوَّع: إعلامي كويتي الجنسية، وهو رائد ومتخصِّص في المجال التربوي الأسري، كان قاضي الأحوال الشخصية بدولة الكويت، وهو رئيس مجلس إدارة بيت السعادة الوقفي التابع للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت، من مؤلفاته: “لماذا تظلمون المرأة؟“، و”الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية“، و”الوقت عند المرأة“.