لنصطاد الفرص
لنصطاد الفرص
توجد أنماط عدة للشركات عند إدارة التغيير والاستفادة من الفرص، فالبعض يشارك في التحولات ويصنعها، والآخر لا يساهم فيها، ولكن يمكنه التكيف معها، وهناك من لا يقدر على التكيف مع ما يحدث، ولكن هناك من يستغل التحولات والتغيرات بنجاح ويحولها إلى استثمار ويستغلها كفرصة جديدة، وهنا تكمن أهمية تقنيات إدارة الفرص، فهي تساعدنا على التحليل المنهجي للفرص التي تنتج عن التغيرات والتحولات داخل بيئة العمل وخارجها.
يبدأ اصطياد الفرص واقتناصها من خلال مراصد للفرص والأعمال، بحيث تعمل بشكل مستمر ومنظم للبحث في مصادر الفرص لإيجادها بشكل مبكر والاستجابة السريعة لمتغيرات السوق ومن ثم استثمارها. هل كل فرصة يمكن أن تتحول إلى منتج أو خدمة؟ بالتأكيد لا، لذلك فنحن نحتاج إلى تقنيات تعيننا على تحليل الفرص وتقييمها، نبدأ بتقنيات التحليل، لدينا تقنية تحليل المتغيرات الإيجابية، نتتبع الإيجابيات التي تحيط بأي حدث أو تغيير، ونحاول الاستثمار في تلك الإيجابيات وتحويلها إلى مشروع وفرصة جديدة، وكذلك تقنية الاستثمار في متغير سالب، فالسلبيات يمكنها أن ترشدنا إلى حاجات جديدة أو أسواق لم ننتبه لها، فنبحث في هذه المتغيرات وننظر ما إذا كانت يمكن أن تقدم منتجات أو خدمات جديدة.
تأتي بعد تقنيات التحليل تقنيات تقييم الفرص، والتقنية الأشهر “RAMP | رامب”، عن طريق تقييم مجموعة من العناصر: أولًا: العائد على الاستثمار، فنحدد ما إذا كانت الإيرادات أعلى من التكاليف. ثانيًا: الأصول التي نملكها لتقديم الخدمة، والفرص المتاحة لتفعيل قنوات جديدة للاتصال وترويج الخدمات. ثالثًا: تقييم السوق، فنحدد حجم الإنفاق على الخدمات في الأسواق المشابهة، ثم نرصد الحاجة التي سنغطيها في السوق والشرائح التي سنبيع لها. رابعًا: تقييم الاحتمالات، وذلك على مستوى فرص تسريع النمو، وما تساعدنا فيه تلك الخدمات للوصول إلى الهدف الاستراتيجي للشركة. وبعد التحليل والتقييم، نحدد ما إذا كانت قيمة هذا الفرصة إيجابية أم سلبية، وإذا كانت إيجابية نبادر في تحويلها إلى منتج أو خدمة جديدة.
الفكرة من كتاب إدارة الفرص: الدليل التأسيسي والتشغيلي لمنظمات الأعمال
العالم متغير، كما أنّ سوق الأعمال دائمة التقلب والتحول، لكن كثيرًا من الشركات لا تواكب هذا التغير، وتنشغل وتحصر نفسها في حل مشكلاتها الداخلية وإدارة العمل اليومي، وهذا هو الفخ الكبير الذي تقع فيه الشركات، فلا تأخذ في اعتبارها البيئة الخارجية وما يستجد من أحداث وتحولات.
والتغير والتقلب في السوق يمكن أن يكون عائقًا لنجاح كثير من الشركات وسببًا في وقوعها، لكن الشركات الناجحة هي التي تستغل التغيرات والتقلبات الحادثة حولها، وتقتنصها فرصةً ثم تستغلها وتديرها وتحولها إلى منتج أو خدمة لعملائها، وهذا ما يقدمه إلينا هذا الكتاب، فهو يساعدنا على معرفة مفهوم إدارة الفرص، وطريقة استغلال الفرص وتحويلها إلى مصدر ربح.
مؤلف كتاب إدارة الفرص: الدليل التأسيسي والتشغيلي لمنظمات الأعمال
محمد مصطفى عبد القادر شلبي: استشاري إدارة الفرص، تخرج في جامعة الإسكندرية وحصل على الدراسات العليا في تكنولوجيا التعليم، ونشرت له أبحاث في الابتكار الإداري، ومن مؤلفاته: تحويل المشكلات إلى فرص.
بدر بن حمود بن عبد العزيز البدر: تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل منها على درجة البكالوريوس في علوم الحاسب، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة واشنطن، شغل مناصب عدة في شركة سيسكو، كذلك منصب المدير التنفيذي لشركة أول نت، ويعمل الآن رئيسًا تنفيذيًّا للشركة السعودية للفنادق والمنتجعات السياحية.