لنستغل التغيرات المناخية

لنستغل التغيرات المناخية
مصائب قوم عند آخرين فوائد، ولهذا ستولّد التغيّرات المناخية فرصًا استثمارية رائعة، فإذا ذابت كتل الجليد في جرينلاند، فإن مستوى سطح البحر سيرتفع مهددًا المدن الساحلية بالفيضانات، لكن ستصبح لدى جرينلاند فرصة جيدة لتوليد الطاقة النظيفة المتجددة من الماء، كما أن الفرص الاستثمارية الجديدة لن تحدها جغرافيا المدن، فبسبب العولمة والتجارة فإن آثارها الحسنة ستطال كثيرين، فكل تغيير يتبعه توسيع لمداه على نطاق العالم.

ستحفز التهديدات العقول المبدعة لابتكار وتطوير منتجات أفضل، وهذه خصيصة ممتازة للرأسمالية، فلكل ظروف زمنية أو مشكلة منتجاتها المناسبة، كما ستمنح التهديدات المناخية هدايا نفيسة لشركات التأمين المجازِِفة للربح من الأوضاع الخطرة، وستدفع التشريعات المكافِحة للكربون التحوّلَ إلى مصادر الطاقة النظيفة، بدلًا من الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، بالإضافة إلى خلقها فرصًا جديدة في الأسواق تعويضًا عن غلقها لأخرى.
إننا نولي أهمية كبيرة لتأثيرات التغيرات المناخية فينا دون الالتفات إلى باقي الطبيعة ومخلوقاتها، إيمانًا بمركزية قيادة البشر في الكون، لكن جميع النظم البيئية ستتغير مستقبلًا، فالطيور ستهاجر إلى مناطق أعلى كلما ارتفعت درجة الحرارة، بينما توجد بعض الحيوانات مجهزة للتعامل مع عالم أشد حرًّا كالجِمال والقروش، فإما ستتحمل درجة الحرارة وإما ستهاجر لمسافات طويلة لمناطق أكثر اعتدالًا، لكننا نرتكب خطأً جسيمًا يحد من قدرة الحيوانات على التأقلم والتكيف، ألا وهو إنشاء المحميات الطبيعية بهدف حماية الأنواع المهددة، لكن عندما يحين وقت الرحيل، كيف سنتصرف؟
الفكرة من كتاب المدينة المناخية.. كيف لمدننا أن تزدهر في مستقبل أشد حرًّا؟
لو عُرِضَ عليك بيتٌ يطفو إذا حدث فيضان، هل ستُهرعُ لشرائه أم ستتهم المعماري بالجنون؟ قبل أن تندفع في الإجابة فكّر في تغيّرات المناخ، واعلم أن أحد أكبر تهديداته هو الفيضان، عندها سوف يبدو ذلك المعماري عبقريًّا لأنه استبق الأحداث الكارثية، ومن الممكن أن تفكّر في عرضه.
تحتل قضية التغيرات المناخية مكانة أساسية في جميع النقاشات المعاصرة، هل أفسدنا الكوكب؟ هل فات أوان الإصلاح؟ أنسير إلى الهاوية أم من الممكن أن ننجو؟ سنناقش تلك الأسئلة من وجهة نظر متفائلة يؤمن بها الاقتصاديون، بأن البشرية قادرة على التأقلم والنجاة من التغيرات والصدمات، فما الخطوات التي علينا أن نخطوها لنحقق ذلك الهدف؟ وكيف ستبدو الحياة في عالمٍ أشد حرارة في المستقبل؟
مؤلف كتاب المدينة المناخية.. كيف لمدننا أن تزدهر في مستقبل أشد حرًّا؟
ماثيو إي. خان | Matthew E.Khan: عالم اقتصاد وأكاديمي أمريكي، وُلد في مدينة نيويورك في عام 1966م، حاز درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية هاميلتون في عام 1988م، بالإضافة إلى البكالوريوس في التاريخ الاقتصادي من كلية لندن للاقتصاد، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة شيكاجو عام 1993م.
عمل أستاذًا مساعدًا في جامعة كولومبيا وتقدم في المراتب حتى أصبح أستاذًا مشاركًا، ثم انتقل إلى جامعة تافتس وشغل منصب أستاذ مشارك في الاقتصاد، ثم انضم إلى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس حيث عمل في معهد البيئة والاستدامة في عام 2006م واستمر حتى عام 2015م، ثم انتقل إلى جامعة جنوب كاليفورنيا، وأصبح رئيسًا للقسم في عام 2017م، ثم في يوليو 2019 انضم إلى جامعة جونز هوبكنز بصفته أستاذ بلومبرج المتميز للاقتصاد والأعمال.
بالإضافة إلى تدريسه في مؤسسات تعليمية عالية، عمل خان زائرًا في جامعات بارزة مثل هارفارد وستانفورد، وكان نشطًا في الأبحاث بصفته باحثًا مشاركًا في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية وزميلًا باحثًا في IZA، كما يشغل دور محرر مشارك في مجلة Urban Economics، وله مؤلفات عديدة، مثل:
Adapting to climate change: markets and the management of an uncertain future
Fundamentals of environmental economics
في البحث عن جذور الشر.
العطالة والتجاوز.
كما ترجم كتبًا مثل:
جرائم المستقبل.
الفتى هاينريش.