لم تدخر؟
توجد عدة أسباب شائعة قد تدفع الأفراد إلى ادخار المال طوال فترة حياتهم، لكن السؤال هو: هل هذه الأسباب تبرر فعلًا هذا التصرف؟
من أهم دوافع الأفراد إلى الادخار المفرط الاحتياط للمصروفات الطبية المستقبلية، التي قد تنشأ بسبب الأمراض أو الحوادث، فهل هذا الدافع مبرر فعلًا؟ أليس من الأفضل أن نستثمر هذه الأموال في تحسين صحتنا وأسلوب حياتنا في الحاضر؟ أليس من الأحكم أن نوفر لأنفسنا رعاية طبية جيدة ونتبع نظامًا غذائيًّا ورياضيًّا يقينا الإصابة بالأمراض في المستقبل؟ أليس من الأذكى أن نحصل على تأمين طبي يغطي الحالات الطارئة؟ ففي النهاية، ما الفائدة من الادخار إذا كان سينتهي بنا المطاف على سرير في مشفى، متألمين عاجزين عن الاستمتاع بأي شيء من الأموال التي ادخرناها طوال حياتنا؟
ويوجد سبب آخر قد يدفع البعض إلى الادخار وهو ترك الميراث للأبناء، إذ يعتقد البعض أنهم بذلك يحمون أبناءهم من الفقر ويساعدونهم على تحقيق أحلامهم، ويرى الكاتب هنا أنه من الأجدر أن نعطي لأبنائنا الأموال في حياتنا، عندما يكونون في سن الشباب والنشاط والنضج والمسؤولية، حتى يتمكنوا من التمتع بها دون إهدارها، ونتمكن نحن من مشاركتهم لحظات السعادة التي يعيشونها بفضلها، فعلاقتنا بأبنائنا أهم من أي ميراث نتركه لهم، وهم يقدرون ذلك أكثر من أي شيء آخر.
وأخيرًا، توجد فئة من الناس تدخر الأموال للتبرع بها للجمعيات الخيرية بعد الوفاة، معتقدين أنهم بذلك يسهمون في تحسين العالم ومساعدة المحتاجين، فلمَ ننتظر ما بعد الموت؟ أليس من الأرحم أن نتبرع بالأموال في حياتنا، عندما يكون العالم في أمسّ الحاجة إليها؟ فكلما كان التبرع مبكرًا كان أكثر فائدة لإنقاذ أرواح أكثر.
الفكرة من كتاب مت صفرًا: حقق أقصى استفادة ممكنة من أموالك وحياتك
هل تريد أن تعيش حياة غنية بالتجارب والمغامرات، أم تموت فارغًا منهما مع ملايين في حسابك البنكي؟
هذا هو السؤال الذي يطرحه بيل بيركنز في كتابه، الذي يقدم فلسفة جديدة مثيرة للجدل عن كيفية استخدام الأموال لتحقيق أقصى استفادة بالحياة. يشجع بيركنز القراء على التخطيط لموتهم مع صفر من الأموال، أي ألا يتركوا أي مال غير مستخدم أو غير مستمتع به، ويقدم إلينا استراتيجيات عملية لتحقيق ذلك، كما يناقش كيفية التعامل مع التحديات والمخاطر المالية التي تواجه الإنسان في حياته.
مؤلف كتاب مت صفرًا: حقق أقصى استفادة ممكنة من أموالك وحياتك
بيل بيركنز: رجل أعمال ومستثمر أمريكي، وهو من أكثر مديري صناديق التحوط نجاحًا في العالم، يشغل حاليًّا منصب الرئيس التنفيذي لشركة BrisaMax Holdings، كما يسافر حول العالم مع أصدقائه وعائلته ويحاول الاستمتاع بكل ما يمكن أن تقدمه إليه الحياة.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.