لمن نكتب؟
قبل أن يتخذ أحدنا قرارًا بأن يصير كاتبًا للأطفال، ينبغي أن يسأل نفسه عن السبب، وأن يسأل نفسه إن كان يريد حقًّا أن يكتب للأطفال أم أنه يريد فقط أن يكتب عنهم في قصة أبطالها أطفال ويظن أنها ربما تعجبهم مع أنها قد تخاطب الكبار. من يكتب للأطفال يهتم بمشاعر الأطفال وطريقة تفكيرهم وإدراكهم للعالم، ويستحضر طفولته عند الكتابة. وإذا لم يحدد المرء هدفه قبل بدء الكتابة أو أراد أن يكون جمهوره مزيجًا من الكبار والصغار، فسيعاني مع أسلوب متذبذب وغير واضح في الكتابة، وسيؤثر ذلك في تسويق عمله ومبيعاته كذلك.
وحين ننظر في تاريخ أدب الطفل، وبشكل خاص في العالم الذي يتحدث الإنجليزية، نجد أنه ازدهر في القرن التاسع عشر، بدءًا من كتب حفلة الفراشة عام 1807، وصولًا إلى الكتاب الذين ظهروا مع نهاية القرن مثل لويزا ألكوت وروديارد كبلينج ومارك توين وإديث نسبيت. وفي أواخر القرن بدأت ظاهرة الكتابة للكبار من منظور الأطفال الذين يكونون أبطال الحكاية، مثلما في هكلبري فين لمارك توين.
يقرأ الكبار والأطفال بأساليب مختلفة ولأسباب مختلفة؛ يُقسم الكبار القراءة إلى قراءة جادة وأخرى خفيفة ليستمتعوا بعد يوم عمل متعب، أما الأطفال فيقرؤون ليتعلموا ويستكشفوا دائمًا، سواء كانوا يقرؤون القصص أو المكتوب على علب الطعام، وعادة لا تكون لديهم أفكار مسبقة، فيتأثرون كثيرًا بما يقرؤونه، وعادة ما يقرؤون الكتب كاملة دون تخطٍّ، وربما يكون الكتاب الذي تكتبه أول كتاب يقرؤونه، ما يجعل مسؤولية الكتابة للأطفال مسؤولية كبيرة، ليجدوا في كل كتابٍ نفعًا، سواء كان أفكارًا جديدة أو حصيلة لغوية أو حتى فكاهة.
الفكرة من كتاب مهارات الكتابة للأطفال
ما من طريقة واحدة ثابتة للكتابة للأطفال، ولكن تتنوع طرق الكتابة كما تتنوع طرق الكتابة للكبار، إلا أن هناك خصائص تميز الكتابة للأطفال، وأمورًا لا تصلح لها، وهذا ما سنتطرق إليه في كتابنا.
مؤلف كتاب مهارات الكتابة للأطفال
جوان آيكن، روائية إنجليزية، ولدت عام 1924 وتوفيت عام 2004. ألفت أكثر من مئة كتاب منها مجموعات قصصية ومسرحيات وروايات للصغار والكبار، وعملت محررةً في مجلات عديدة، وحصلت على جوائز كثيرة في أدب الطفل، منها جائزة لويس كارول، وجائزة الجارديان عام 1969، وجائزة إدجار آلان بو عام 1972، ووسام الإمبراطورية البريطانية عام 1999 لخدماتها في مجال أدب الطفل.
وكتابها الذي بين أيدينا The way to write for children – An introduction to the craft of writing children’s literature يُعد مرجعًا مهمًّا في مجاله.
معلومات عن المترجمين:
يعقوب الشاروني، هو أحد رواد أدب الطفل في مصر والوطن العربي. ولد عام 1931، وألف أكثر من أربعمئة كتاب للأطفال، وفازت كتبه بجوائز عديدة مصرية وعالمية، وعمل في الترجمة مع اليونسكو ولونجمان وليديبيرد، وكان رئيسًا سابقًا للمركز القومي لثقافة الطفل، ودرَّس مادة قصص وأدب الطفل في الجامعات المصرية.
سالي رؤوف راجي، مترجمة تخرجت في كلية الألسن – قسم اللغة الإنجليزية عام 2007، وحصلت على دبلومة الترجمة من كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية عام 2010.