لمن ستكون الكلمة الأولى في القرن الحادي والعشرين؟
لمن ستكون الكلمة الأولى في القرن الحادي والعشرين؟
تمثل اليابان فرس الرهان الذي يظفر بالمجد الاقتصادي في أوائل القرن الحادي والعشرين، إذ استطاعت المؤسسات اليابانية غزو الأسواق الاستراتيجية الكبرى والتفوق على المؤسسات الأمريكية، كما تمتلك اليابان أعلى معدلات النمو الاقتصادي في العالم ولا يوجد بلد يستثمر في مستقبله كما تفعل اليابان، لكن مع ذلك ربما لن تكون هي الفرس الرابح إلا إذا استطاعت بناء سوقٍ محلية قوية للتقليل من الاعتماد على الصادرات فقط، كما تحتاج اليابان إلى بناء كتلٍ تجاريةٍ مع دولٍ أخرى.
أمّا البيت الأوربي فيبدأ القرن الحادي والعشرين بأقوى موقع استراتيجي في المنافسةِ الاقتصادية، فهناك 850 مليون نسمة في أوربا يتمتعون بمستوًى تعليمي جيد، كما لا توجد بها بلدان فقيرة حقًّا سوى القليل، بل إن بعض الدول التي يتوقع انضمامها إلى الاتحاد الأوربي كالسويد وسويسرا من أغنى دول العالم، كما توجد في أوربا الدولة التي تمتلك أكبر قوة إنتاجية على مستوى العالم وهي ألمانيا، والدولة القائدة في العلوم التقنية الرفيعة وهي الاتحاد السوفيتي، لكنها تحتاج إلى الفوز بالمنافسة للتغلب على التحديات التي تواجه اقتصادات شرق أوربا ووسطها لتحقيق التنمية الاقتصادية.
أمّا الولايات المتحدة فتبدأ القرن الحادي والعشرين وهي صاحبة القوة العسكرية العظمى، وبامتلاكها أصولًا اقتصادية أكبر من أصول أي دولةٍ أخرى، وامتلاكها تكنولوجيا تؤهلها للمنافسة وإن استطاعت دول أخرى التفوق عليها، إلا أن المجتمع الأمريكي المفرط الاستهلاك القليل الاستثمار جعل أمريكا تعاني الديون الدولية الضخمة وتتأخر في عديد من المجالات، لذلك تحتل الولايات المتحدة موضع أقل الدول احتمالًا للفوز بالمنافسة ما لم تواجه حقيقة أن العالم قد تغير وأنه لا بد من إصلاح النظام الاقتصادي للدولة للقدرة على الفوز بالمنافسة.
الفكرة من كتاب الصراع على القمة مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان
بينما يشكل الصراع على القمة أحد المحاور المركزية لفهم الاقتصاد العالمي، تقف كثير من دول العالم الأخرى في موقع المشاهد لما يحدث دون أي تأثير يذكر من جانبها، وباستثناء بعض الدول القليلة التي استطاعت تحقيق التنمية الاقتصادية كسنغافورة وتايوان، فإن كثيرًا من دول العالم تعاني القيود التي تجعل تحقيق النمو الاقتصادي أمرًا صعب المنال، وتمثل دراسة اقتصاديات دول العالم الكبرى وكيف استطاعت تحقيق النمو الاقتصادي إحدى الوسائل الهامة المساعدة في تحقيق النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة، ويتضمن محتوى هذا الكتاب أهم الأسس الرئيسة للنظم الاقتصادية التي تقوم عليها دول العالم التي تتنافس على القيادة الاقتصادية للعالم في القرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى التحديات التي واجهتها هذه الدول في طريقها لتحقيق النمو الاقتصادي.
مؤلف كتاب الصراع على القمة مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان
لِستر ثارو : خبير اقتصادي شهير، عمل أستاذًا لمادة الاقتصاد في إحدى المدارس التابعة لمعهد ماساتشوستس، وكان من أبرز أعضاء الهيئة التي تعد تقارير لجنة البنوك والعملات بمجلس النواب الأمريكي، أصبح كتابه “الصراع على القمة” أكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة في الوقت الذي نشر فيه، له عديد من المؤلفات الاقتصادية الهامة الأخرى من أهمها:
The zero-sum society.
Economics explained.
معلومات عن المترجم:
أحمد فؤاد بلبع: له عديد من الترجمات الحافلة خصوصًا في الشؤون الاقتصادية والسياسية، عمل مترجمًا ومراجعًا في مقر الأمم المتحدة ومكاتبها المختلفة في دول العالم الأخرى مثل روما وجنيف، من المؤلفات التي نقلها إلى العربية:
تاريخ الفكر الاقتصادي: الماضي صورة الحاضر.
العالم الثالث وتحديات البقاء.