لمحات في حياة الملك الصغير
لمحات في حياة الملك الصغير
إن الملك فيصل الثاني هو ابن الملك غازي الذي مات في حادث سيارة، والملك غازي هو ابن الملك فيصل الأول من العائلة الهاشمية، وهي عائلة معروفة في شبه الجزيرة العربية ولها دور رائد في ثورة العرب ضد الأتراك، وحاليًا تحكم الأردن، وقد كانت تلك الفترة شاهدة على اضطرابات عديدة في العراق، فبعد وفاة الملك غازي قُتِل القنصل البريطاني جورج مونك ميسون بعد شائعات بأن البريطانيين هم من ذبحوا الملك.
تولَّى فيصل المُلك وهو لم يكمل الثالثة من عمره بعد، وأصبح خاله وصيًّا حتى عامه الثامن عشر، وكانت علاقته به طيبة، وفي عامه السابع بدأ يلفت انتباه الأمة العراقية والدول العربية بعدما ظهر في لقاء مع محطة لندن العربية وظهرت رجاحته خصوصًا بعد أن قال في النهاية: “وأرجو الله أن يكلل كافة البلدان العربية بعنايته”.
وفي لقاء له مع مجلة “المصور” المصرية بتاريخ 2 أبريل 1943م، يُذكر للملك فيصل قوله: “إنني أحب مصر، كما أحب العراق”، فعندما زار مصر مع الملكة الأم تم استقباله بحفاوة بالغة رغم أنها لم تكن زيارة رسمية، وزار عددًا من الأماكن مثل حديقة الحيوانات والمتحف الحربي والأهرامات، وكذلك القناطر الخيرية والإسكندرية، وكان الملك الصغير حَسن الخُلق تظهر عليه بوادر المسؤولية رغم صغر سنه، كما كان محبًّا للغة العربية الفصحى وصورها كما ذكر مُعلمه العراقي المؤرخ الدكتور مصطفى جواد.
الفكرة من كتاب ملك العراق الصغير.. فيصل الثاني
في الساعات الأولى من يوم 14 يوليو لعام 1958م، فوجئ العالم أجمع بخبر سقوط الحكم الملكي الهاشمي بالعراق وإعلان العهد الجمهوري، ولم يكن ذلك الحدث عاديًّا كأي ثورة أو سقوط لنظام حُكم، فلقد شهِد عملية قتل جماعي لجميع أفراد العائلة المالكة بمن فيهم ملك العراق الأخير الشاب فيصل الثاني.
وبما أن التاريخ يكتبه المنتصرون، فلم تُتح اللحظة للنظر في تاريخ وشخصية هذا الملك الصغير الذي انتقل الحكم إليه وهو في عامه الثالث ليصبح أصغر ملك في العالم، وقد تطلَّب الأمرُ نحو خمسين عامًا لكي يقوم شخصان بنشر مُذكراتهما، كونهما أقرب فردين للملك الصغير آنذاك، وهما إليزابيث موريسون، المُربية الأولى لفيصل ويُكنّى اسمها بـ”بتي Betty”، ومايكل آرنولد صديق فيصل في طفولته.
مؤلف كتاب ملك العراق الصغير.. فيصل الثاني
إليزابيث موريسون: هي معلمة إنجليزية عملت مُربية ومُعلمة للملك فيصل الثاني في صغره لأكثر من عامين.
مايكل أرنولد: هو كاتب أيرلندي الأصل، انتقل إلى العراق خلال الحرب العالمية الثانية مع احتلال ألمانيا النازية لبولندا، وأصبح صديقًا مقربًا للملك فيصل الثاني في طفولتيهما، وقد ألف كتاب “لعبة النرد.. رحلة صبي عبر ثلاث ثقافات”.
معلومات عن المترجم:
علي أبو الطحين:كاتب ومترجم عراقي، اهتمَّ بإعداد وجمع الُمؤَّلفات والمُذكِّرات ذات العلاقة بالحُكم الملكيّ الهاشمي في العراق، ومن أهم أعماله كتاب العائلة المالِكة في العراق، الذي تضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة التي نجت من الحرب، وتدمير قصر الزهور بعد الاحتلال الأمريكي.