لماذا يُعد المدخنون مدمنين؟
لماذا يُعد المدخنون مدمنين؟
إن هناك فرقًا بين الاعتماد والإدمان؛ فالاعتماد هو عدم القدرة على المقاومة الجسدية أو النفسية للتدخين عند التوقف المفاجئ وإذا استمر التوقف تحدث الأعراض الانسحابية، أما الإدمان ففيه عدم المقاومة أكثر شدة والأعراض الانسحابية أكثر عنفًا، لكن لماذا يحدث اعتماد أو إدمان؟
التدخين له أثر إيجابي في كيمياء المخ حيث يصل النيكوتين إلى الرئة ثم إلى الدم وبعدها يتجه إلى المخ خلال سبع إلى عشر ثوانٍ فقط، ويرتبط بالمستقبلات الخاصة بالاستايل كولين فيحدث تنشيط لها وتتم زيادةُ عملياتِ إفرازِ الدوبامين عن طريق ذلك التنشيط، وهو هرمون يختص بالمِزاج الجيد والإحساس بالسعادة، لذا في كل مرة جديدة يحتاج المدخن إلى زيادة عدد مرات التدخين للحصول على نتيجة أفضل وأكبر، ويطوِّر الجسم قدراته لتحمُّل الجرعات المتزايدة، إذ إنه من طبيعة المستقبلات في الجسم عامةً وفي المخ خاصةً إذا حدثت زيادة في المواد المثيرة للمستقبلات يتم التكيف بزيادة عدد مستقبلاتها، لذلك إذا تم التوقف على نحو مفاجئ سيحدث فراغ في عدد كبير من تلك المستقبلات الزائدة، ومن ثَم تحدث الأعراض الانسحابية التي تُجبر المدخن على العودة مجددًا إلى التدخين.
لذلك فإن هناك مساعدات نفسية وطبية لأولئك الذين يريدون الإقلاع مثل مُضغ ولاصقات نيكوتين تعويضية مؤقتًا للتأقلم مع غياب السجائر، وأنواع الاعتماد اثنان؛ الاعتماد الجسدي ويحتاج فترات طويلة لحدوثه شهورًا أو سنواتٍ ويتمثل في الاستمرار في التدخين لتجنُّب الأعراض الانسحابية المختلفة التي تؤثر في الجسد لدرجة أن المدخن قد يدخن سيجارة كل ساعة أو ساعتين لمعالجة ذلك الشعور والتأثير، كما أن السيجارة الصباحية هي الأهم بالنسبة إليه وتكون تقريبًا بعد نصف ساعة فقط بعد الاستيقاظ.
وهناك الاعتماد النفسي السلوكي ويحدث بعد فترة بسيطة من بداية التدخين، ويتمثل في الرغبة في إطالة تلك الحالة المزاجية الجيدة بفعل الدوبامين حتى إنه لا يلتفت إلى تحذيرات الأطباء والمقربين له عن أيٍّ من الآثار السلبية التي يصنعها التدخين، وكأن الدوبامين يُعميه عن الحقيقة وهذا تصرُّف إدماني بامتياز.
الفكرة من كتاب التدخين آفة العصر
يشكِّل التدخين أخطارًا متزايدة وأضرارًا متلاحقة بالشباب وكبار السنِّ بل والأطفال، وصار طعنةً في ظهر المجتمعات الطامحة في التقدم لما يسبِّبه من أمراضٍ وعِلل تؤثِّر صحيًّا في أفراد المجتمع فتجعلهم عاجزين بحاجة إلى رعاية مستمرة.
في هذا الكتاب يتحدث مؤلفه عن التدخين ويُفرِد أحاديثَ مطوَّلة عن آثاره السلبية في الصحة، بدايةً من الجهاز التنفسي إلى باقي الأجهزة، كما يفسر عملية الإدمان كسلوك بيولوجي.
مؤلف كتاب التدخين آفة العصر
سمير أبو حامد: كاتب وطبيب بشري، له عدة مؤلفات في مجال الطب، مثل: “مرض الزهايمر.. النسيان من نعمة إلى نقمة”، و”الجلطة الدماغية”، و”البدانة مرض العصر.. من الألف إلى الياء”.