لماذا ينجح الكايزن؟
لماذا ينجح الكايزن؟
يحمل التفكير في التغييرات الكبيرة كثيرًا من أعراض الخوف المصاحبة لحركة التغيير التي تخرج بالإنسان من حدوده الآمنة، معرضة إياه لتصويب هائل من الإشكالات والاحتمالات غير المتوقعة، وهذا طبيعي جدًّا إذ أن الإنسان يخشى بطبيعته المجازفة ويحذرها، ويتوجس من التجديد ويتجنبه، فضلًا عن أنه يميل إلى الاستقرار والاعتياد على الرغم من مغيرات التحديث الموعودة بالكلل والنجاح.
ولأن أدمغتنا مخلوقة بتركيبة فريدة تنقسم إلى ثلاثة أجزاء مختلفة الوظائف، تمزج بين التفكير المنطقي واتخاذ القرارات الصحيحة والانفعال والممانعة أحيانًا والانسياق العاطفي أحيانًا أخرى، إضافة إلى الركن الخاص بنا كبشر وهو ما يميزنا عن بقية المخلوقات من ناحية تذوق الفنون واستشعار الجمال والتعلم والاستنتاج، ففي ظل هذه التركيبة لا يخيل إلى أحد أن أدمغتنا تعمل في تناسق وتوافق دائم، خصوصًا أنها قد جهزت مسبقًا بقوة دفاعية عالية تتأهب للتغيير وتتحفز ضده منذ البداية، مبعدة إيانا قدر المستطاع عن الوصول إلى “أمخاخنا المركزية” المسؤولة عن التفكير الناقد واتخاذ الإجراءات المناسبة، وهذا يبطئ بدوره حركة التقدم نحو الإبداع إن طبق التغيير دفعة واحدة أو فرض على حين غفلة.
وبناء على كل ما سبق وإجابة على السؤال المطروح حول ما الذي يجعل تطبيق استراتيجية الكايزن ناجحا، نقول إن التخطيط للعمل وفق هذه الاعتبارات من أجل تحقيق أهداف صغيرة يعني خوفًا وقلقًا أقل وتفكيرًا منطقيًّا أفضل، إذ تلعب هذه الإعدادات البسيطة دور المتحايل على المخ مقيدة خاصية تحفزه وتأهبه المستمر، فتتحول هذه القفزات غير الملحوظة إلى خطوات ثابتة تقاوم عقلك المبرمج على مقاومة كل ماهو جديد، وذلك بالالتفاف حول استجابات الدماغ الدفاعية وصولًا إلى الهدف بعيدًا عن أي سكتات إبداعية محتملة.
الفكرة من كتاب خطوة واحدة صغيرة قد تغير مجرى حياتك “طريقة الكايزن”
يقطع الناس أشواطًا طويلة من الانهماك في التغيرات الكبيرة والمتقطعة، على الرغم من أن النتائج قد تكون دون المتوقع، أو مؤقتة ولا تحدث من التغيير المنشود شيئًا يحاكي حجم التوقعات المرسومة مسبقاً فلا تكاد تلمس لها أثرًا أو تراه.
وانطلاقًا من نقد هذا المعتقد الخاطئ باشر المؤلف طرح فكرته الدائرة حول استراتيجية بديلة للتغيير تعرف باستراتيجية “الكايزن” وهي استراتيجية تتمحور حول إجراء واحد بسيط، نختصرها في مقولة “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة” مؤكداً على أهمية استثمار هذه الآلية للتغلب على ضيق الوقت الذي يواجه الجميع والقصور الشخصي.
مؤلف كتاب خطوة واحدة صغيرة قد تغير مجرى حياتك “طريقة الكايزن”
روبرت مورير هو فيزيائي، ومهندس من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو عضو في جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات والأكاديمية الوطنية للهندسة.
حصل على عدد من الجوائز كجائزة موريس ليبمان التذكارية لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات عام 1978، إضافة إلى وسام القلب الأرجواني، وقلادة العلوم الوطنية الأمريكية في مجال التكنولوجيا والابتكار.
معلومات عن المترجم :
مكتبة “جرير” من أعمالها:
التيقظ.
استمع إليّ أستمعْ إليك.
المرجع الأساسي للذاكرة.