لماذا يحدث التغير الاجتماعي؟
لماذا يحدث التغير الاجتماعي؟
إذا كان التقدم ينطوي بفعل تعريفه -بأنه تحول المجتمع من صورة أدنى في ظروف المعيشة والعلاقات المادية وغير المادية إلى صورة أفضل- على حكم قيمي، وإذا كان النمو هو تغير كمي في أحد عناصر المجتمع من سكان وموارد، فإن التغير هو عملية تحول مستمر في الأبنية والنظم والعلاقات الاجتماعية والأطر الثقافية عبر فترة من الزمن.
وهذا التغير يمكن قراءته بواسطة التطرق إلى نوعه، فأي الظواهر تتعرض للتغير: هل هي السلوكيات أو الأبنية أو الأنساق الاجتماعية؟ وكذلك التطرق إلى مستواه، أي إلى الموضع الذي يحدث فيه التغير: هل هو الأسرة أم النظام الاقتصادي أم النظام السياسي؟ وكذلك يمكن الإشارة إلى وجهة التغير، أي مسلكه: فهل يسعى في مسار نحو استعادة قيم الماضي، أم نحو استبدال قيم الحاضر يقيم أخرى حداثية؟ وبالمثل يمكن البحث في حجم التغير ومدى سرعته.
والتغير قد يحدث نتيجة إما عوامل خارجية مرتبطة بتأثر المجتمع بالمجتمعات الأخرى، فالاتصال الثقافي، والعوامل الفيزيقية كالتغير في المناخ، والعوامل الديمغرافية كالهجرة تدخل كمؤثرات في عملية التغير في المجتمع، وإما عوامل داخلية نابعة من المجتمع ذاته ونظمه الاقتصادية والسياسية، يؤدي فيها الأفراد ومواقعهم الاجتماعية دورًا مهمًّا في قيادة عملية التغير سواءً كان على مستوى القادة أو الجمهور.
الفكرة من كتاب ما علم الاجتماع؟
يتردد على مسامعنا وفي أثناء محاوراتنا كثير من المصطلحات، مثل المجتمع والتغيير والتنشئة الاجتماعية والطبقية، وغيرها من المصطلحات التي تتمحور حول فهم وتوصيف ما يدور في المجتمع حولنا من عمليات ووقائع تؤثر فينا ونؤثر فيها، فإن كل هذه المفاهيم والمصطلحات ما هي إلا جزء لا يتجزأ من دراسة علم الاجتماع، ويسعى هذا الكتاب إلى تفنيد هذه المصطلحات والتعريف بها عبر ربطها بنشأة علم الاجتماع ورواده الكبار من أمثال أفلاطون وأرسطو ورسو وابن خلدون ودوركايم.
مؤلف كتاب ما علم الاجتماع؟
أحمد عبد الله زايد: أستاذ علم الاجتماع، ولد في الجيزة في الـ30 من ديسمبر عام 1948، شغل عدة مناصب علمية وإدارية، فشغل منصب عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وعمل مستشارًا ثقافيًّا لجمهورية مصر العربية بالرياض في الفترة من (1998 – 2001)، مثلما شغل منصب مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة عام 2004.
لزايد عدة مؤلفات منها: «مقدمة في علم الاجتماع السياسي»، و«خطاب الحياة اليومية في المجتمع المصري»، و«صور من الخطاب الديني المعاصر»، و«الدولة بين نظريات التحديث والتبعية»، و«تناقضات الحداثة فى مصر».