لماذا يجب أن تنام جيدًا؟
لماذا يجب أن تنام جيدًا؟
كما ذكرنا سابقًا فإننا بحاجة ماسة إلى أن نصون الطاقة الشخصية المتمثلة في “ثالث فوسفات الأدينوزين”، والنوم من أكثر الأشياء التي تقوم بصيانة هذه الطاقة، لكن هناك الكثير من حولنا يعانون اضطراب النوم، والسبب في ذلك يكمن في أن بعض العضلات تظل مشدودة متوترة في الوقت الذي يتعيَّن عليها الاسترخاء فيه، واسترخاء العضلات مهم جدًّا في عملية النوم، وأنت دون أن تدري المسؤول عن كل هذا، لكن ليس الحل هو أن تتوقَّف عن محاولات التشويش على القلق أو الأمور التي تقلقك أو تجاهلها، وإنما الحل في الاسترخاء والتدرب عليه في مواجهة القلق.
وهناك حقيقة تخبرنا أنه كلما ازداد النوم عمقًا قلَّت فيه الأحلام، فإذا كان نوم الإنسان مليئًا بالأحلام فإنه يعاني المشكلة التي نتحدث بصددها، ويحتاج إلى تعلم الاسترخاء لمواجهة الأمور التي تقلقه وتذهب بنومه ليحصل على نوم عميق مع الوقت، وبذلك يحافظ على طاقته الشخصية لأطول فترة ممكنة.
من المهم أن نؤكد أنه ليس شرطًا للنوم أن تكون مسترخيًا فقط، فقد يكون الإعياء والتعب سببين كافيين لجعلك تنام طويلًا أيضًا، لكنك ما زلت متوترًا ولن تحظى بنوم عميق ومفيد بالدرجة المطلوبة، فإن السبيل إلى نوم عميق مفيد خالٍ من التوتر هو تعلم الاسترخاء والتدرب عليه باستمرار تدريجيًّا، وقد يستغرق ذلك وقتًا مختلفًا من شخص إلى آخر حسب قدرته وسرعته في التلقي والاستجابة وكذلك حسب القيام بتمرينات الاسترخاء بشكل صحيح لكي يصل إلى الهدف المطلوب.
ويلجأ البعض ممن يعانون الأرق وقلة النوم وزيادة التوتر إلى المهدئات والمنوِّمات، وهذه الأشياء ليست ضارة في المطلق، ولكن يجب أن تؤخذ تحت إشراف الطبيب، لكن في الحالات العادية من المهم ألا تتجه إلى المنومات حتى لا تتحول إلى إدمان ومع الوقت تدمر جهازك العصبي.
الفكرة من كتاب فن الاسترخاء
نعاني ضغوطًا يومية وحياتية كثيرة جدًّا، منا من يستطيع التأقلم والتكيف وتحملَ هذه الضغوط بشكل كبير، ومنا من لا يستطيع فيتوتر ويكون عصبيًّا طوال اليوم في جميع تعاملاته على اختلاف صور التعصب ودرجاته، لكن هذا التوتر وهذه العصبية تفقدنا كثيرًا من طاقتنا، وبالتالي تؤثر في إنتاجنا وتقدمنا، فما السبيل إلى التحرر من تلك القيود؟
يحاول الكاتب تقديم الحل العملي من خلال شرح التوتر، وكيف يتكون وكيف نتغلب عليه بالاسترخاء.
مؤلف كتاب فن الاسترخاء
عبد اللطيف موسى عثمان: أستاذ ورئيس قسم الأمراض العصبية بكلية الطب جامعة الأزهر ومدير عام مستشفى الحسين الجامعي، له مؤلفات عديدة في الطب باللغتين العربية والإنجليزية.
من أبرز مؤلفاته:
التدخين يقتلك ببطء.
سلامة مخك وأعصابك.
أمراض الجهاز العصبي.
الصرع والتشنُّجات بين الحقيقة والخرافة.