لماذا نُشغل أنفسنا بالتفكير دائمًا؟
لماذا نُشغل أنفسنا بالتفكير دائمًا؟
أصبح الفتى شابًّا وحصل على وظيفته في إحدى الشركات في مدينته وبدأ يعرف الهموم والمسؤوليات، وعلى الرغم من كونه قد لقي إعجاب مَن حوله لكن كان هناك شعور بأن هناك شيئًا ينقصه، ففي أوقات العمل كان مشغولًا أكثر بتلك الأماكن الأخرى التي يمكنه الاستمتاع بالعمل فيها بشكل أكبر وما ينوي فعله بعد العودة إلى منزله، ببساطة لقد كان كما يفعل أغلبنا ينشغل بالتفكير في أمورٍ في غير محلها أو أوقاتها سواء عند جلوسه مع أصدقائه أو تناوله لوجبات الطعام أو غير ذلك حتى أصبح تعيسًا، كما تأثَّر للغاية عندما تم تخطِّيه في الترقية وبدأ يشك في امتلاكه مقوِّمات النجاح سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
وقد دعته تعاسته إلى أن يتذكَّر تلك الأيام حين كانت الحياة أكثر بساطة وسعادة، ووصل به الاستياء من هذه الضغوطات والظروف المعاكسة إلى أن يتذكر صديقه العجوز ليلجأ إليه، وبالفعل سُرُّ الأخير لرؤيته بعد هذا الغياب وأخذ الشاب يحكي له كل ما قد مر به، وقد طلب الشاب منه أن يساعده على معرفة تلك “الهدية” التي بذل الجهد للبحث عنها ومعرفتها دون فائدة، لكن العجوز لم يجِبه واكتفى بأن يقترح عليه قضاء بعض الوقت بعيدًا عن روتين حياته اليومي لعلَّ الإجابة تأتيه بنفسها.
لم ينتظر الشاب حتى بدأ العمل بنصيحة صديقه العجوز وذهب مع أحد أصدقائه لقضاء إجازة في كوخ بإحدى المناطق الجبلية بعيدًا عن صخب المدينة حيث تمر الأحداث بسرعة أقل وهدوء أكبر، وهناك زاد تأمله في تلك الهدية التي يُقال إنه عرفها بصورة أفضل حينما كان أصغر سنًّا كما فكَّر في أمر عمله وتلك الترقية التي لم تحدث وطالما تمنَّاها فغلب عليه القلق والتوتر من اليوم الذي سيعود فيه إلى عمله وتعكَّرت لحظات الصفاء هذه.
الفكرة من كتاب الهدية.. سر الاستمتاع بعملك وحياتك
في هذه الحياة التي نعيشها لمرة واحدة هناك الفرح والحزن، والسعادة والشقاء، وهي سُنَّتها التي لا مفر منها، لكنَّ هناك جزءًا كبيرًا من تعاسة المرء يرتبط ببعض الخلل في مفاهيمه ونظرته نحو النجاح والحياة، فنحنُ نحملُ همومًا لم تأتِ بعد ونُرهِق أذهاننا بأمورٍ مضت واندثرت، فما العمل؟
إن الحل قد يتمثَّل في “الهدية” التي كنت تعرفها بشكل أفضل حين كنت أصغر سنًّا، لكن وبمنتهى البساطة نسيت أمرها، ويحاول هذا الكتاب عبر سرد قصة بسيطة أن يعرضها لك، لذا فكل ما عليك الآن أن تركِّز على ما يحدث في تلك اللحظة الحاضرة دون أي شيء آخر.
مؤلف كتاب الهدية.. سر الاستمتاع بعملك وحياتك
سبنسر جونسون: هو مؤلف ومحاضر وكاتب طبي أمريكي، نال شهادته الجامعية في تخصص علم النفس بجامعة كاليفورنيا، كما حصل على درجة طبية من كلية الجراحين الملكية في أيرلندا، وحقَّقت كتبه مبيعات هائلة ودخلت تصنيف نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا في مجال النمو الشخصي وكتب الأطفال، كما تُرجِمت إلى نحو اثنتين وأربعين لغة، ومن أهم مؤلفاته:
من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة.
قمم ووديان.