لماذا نكتب للأطفال؟
لماذا نكتب للأطفال؟
لماذا قد يقرر أحدهم أن يصير كاتبًا للأطفال؟ ربما ظنًّا منه أنه عملٌ سهل -أسهل من الكتابة للكبار- سيجني منه مالًا ويمكن أن تستمر المبيعات فيه بانتظام لوقت أطول، وربما يعده تدريبًا للكتابة قبل الانتقال إلى كتب الكبار، أو ربما لأن لديه أطفالًا، لكن هذه ليست أسبابًا كافية أو صحيحة، فهذا المجال يحتاج إلى موهبة ودوافع قوية وسعة أفق وأفكار جديدة، لكي نقدم للأطفال أدبًا حقيقيًّا ولا نخدعهم بمزيد من الكتب في قوالب جاهزة، مثل قصة الدب الذي لا يحب اللعب مع الدببة الأخرى حتى يُدعى إلى حفلةٍ يتعلم فيها أن يكون اجتماعيًّا، أو قصة الكلب الذي يحاول التعايش مع القطة المختلفة عنه، أو قصة الأطفال الذين يجدون بعض الكنوز أو يجدون شيئًا ضائعًا بمساعدة شخص لم يكونوا يثقون به.
الكتابة للأطفال لا ينبغي أن تكون تسويقًا لغرضٍ ما، ولا أن تكون مسطحة ومنجزة بغير اهتمام، فكتب الأطفال ليست مجرد سلع، ولكنها مهمة لإشباع احتياجات الأطفال الذين ربما حُرم بعضهم العائلة السعيدة أو التعليم الجيد. وعلى الكاتب أن يكون مُلمًّا بالمشكلات المعاصرة التي تواجه الأطفال ليُعالجها في قصصه لكن دون أن يحولها إلى كتب صحفية تقريرية، كما علينا ألا نُبسط المعلومات أكثر من اللازم، وألا نحاول إقناعهم بأن ثمة حلًّا لكل مشكلات الحياة، والحكايات عبر التاريخ هي أسلوب للعلاج والتعليم ولمساعدة الناس على تفهم المشكلات التي قد تكون بلا حلول.
لماذا قد تكتب للأطفال؟ ربما لأن لديك أفكارًا ورؤيةً خاصة للحياة قد لا تكون جميلة جدًّا لكنك تود مشاركتها معهم.
الفكرة من كتاب مهارات الكتابة للأطفال
ما من طريقة واحدة ثابتة للكتابة للأطفال، ولكن تتنوع طرق الكتابة كما تتنوع طرق الكتابة للكبار، إلا أن هناك خصائص تميز الكتابة للأطفال، وأمورًا لا تصلح لها، وهذا ما سنتطرق إليه في كتابنا.
مؤلف كتاب مهارات الكتابة للأطفال
جوان آيكن، روائية إنجليزية، ولدت عام 1924 وتوفيت عام 2004. ألفت أكثر من مئة كتاب منها مجموعات قصصية ومسرحيات وروايات للصغار والكبار، وعملت محررةً في مجلات عديدة، وحصلت على جوائز كثيرة في أدب الطفل، منها جائزة لويس كارول، وجائزة الجارديان عام 1969، وجائزة إدجار آلان بو عام 1972، ووسام الإمبراطورية البريطانية عام 1999 لخدماتها في مجال أدب الطفل.
وكتابها الذي بين أيدينا The way to write for children – An introduction to the craft of writing children’s literature يُعد مرجعًا مهمًّا في مجاله.
معلومات عن المترجمين:
يعقوب الشاروني، هو أحد رواد أدب الطفل في مصر والوطن العربي. ولد عام 1931، وألف أكثر من أربعمئة كتاب للأطفال، وفازت كتبه بجوائز عديدة مصرية وعالمية، وعمل في الترجمة مع اليونسكو ولونجمان وليديبيرد، وكان رئيسًا سابقًا للمركز القومي لثقافة الطفل، ودرَّس مادة قصص وأدب الطفل في الجامعات المصرية.
سالي رؤوف راجي، مترجمة تخرجت في كلية الألسن – قسم اللغة الإنجليزية عام 2007، وحصلت على دبلومة الترجمة من كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية عام 2010.