لماذا نكتب؟
لماذا نكتب؟
يُجيب الكاتب عن سؤال لماذا نكتب بعرضه خطابين وصلا إليه، الأول من فتاة تقول إنها -وبالرغم من صغر سنها- ترغب في الكتابة، بسبب تلك الحياة الفقيرة التعسة التي تعشيها، أي أن سبب كتابتها يكمن في الرغبة بالتخلص من مظاهر القبح التي تعيشها بإضفاء روح من جمال الكتابة عليها، أما الخطاب الثاني فهو من فتى يقول إن لديه العديد من الانطباعات عما حوله ولا يملك إلا أن يكتب عنها، وسببه للكتابة عكس سبب الحالة السابقة فهو يكتب بسبب غِنَى الحياة لا بسبب فقرها، يكتب لتشبعه بما حوله من مظاهر الحياة التي ليس بيده منفذ للتعبير عنها إلا الكتابة.
ثم يجيب الكاتب عن سؤال لماذا صرت كاتبًا؟ وفي هذا يقول بأن السبب هو حياته التي عانى فيها من الفقر المدقع في العديد من الفترات، مكونةً له الكثير والكثير من الانطباعات، فسببه الأول للكتابة رغبته في تحميل حياته الفقيرة أفكارًا وخيالاتٍ تغنيه جمالًا، والسبب الثاني هو كتابة تلك الانطباعات التي كوّنها عن الحياة كما وجدها في الواقع.
فقد كانت طفولته شقية بائسة رفض فيها الواقع وعانده، فبمجرد أن وعى واقعه وما يعايشه الناس من بؤس وآلام حدثهم عما قرأه في الكتب، لم ينقل ما قرأه تمامًا ولكنه أضاف إليه من تجربته الشخصية مازجًا حياته بطابع الأدب، وما إن سمعه المثقفون حتى نصحوه بأن يجرب الكتابة، فبدأ يكتب كمن يعاني نوبة ثرثرة، كتب ثم كتب ثم كتب، كتب راغبًا في تفريغ شحناته، فكانت الكتابة بالنسبة إليه المنفذ الذي ينقل به العالم كما يراه ويجمّله متى استبشع الأمر.د
الفكرة من كتاب كيف تعلمت الكتابة ومقالات أخرى
يشاع بين كثير من الناس أن الكتابة مثلها مثل الرسم والخطابة، موهبة فطرية في الإنسان لا يمكن اكتسابها بالمران والتدريب، بل تولد معه ويستعملها كما يشاء وقتما يشاء، دون تعب يُذكر أو مجهود يُرهق، وهذا ظن خاطئ تمامًا، فالكتابة مهارة كأي مهارة تُكتسب بعدد من القواعد المعرفية التي يجب أن يحيط بها الكاتب لينطلق منها، وهنا يعرض الكاتب السوفيتي الاشتراكي مكسيم غوركي بعض تلك القواعد التي ساعدته على الكتابة والتأليف.
مؤلف كتاب كيف تعلمت الكتابة ومقالات أخرى
أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف: المعروف بمكسيم غوركي، وهو أديب وناشط سياسي ماركسي روسي، ولد في مدينة نوف غورد (التي تسمى الآن غوركي تيمنًا به) عام 1868م، ولم يكد يبلغ العاشرة حتى صار يتيم الأب والأم. وكان جده الذي رباه بعدهما قاسيًا، فانطلق من صغره لينخرط في صفوف الناس ويعاشرهم ويكتشف قسوة الحياة وشناعتها، مُعانيًا ظلم المتعسفين من الناس، مما أيقظ كرهه الشديد لكل مظالم الأرض ودفعه للتمرد، وبعد ذلك دفعه للكتابة عما رآه من المظالم.
رُشح لجائزة نوبل في الآداب خمس مرات، ومن أهم أعماله:
فوما غوردييف.
الأصدقاء الثلاثة.
رواية “الأم”.
معلومات عن المترجم:
مالك صقور: قاص وناقد ومترجم سوري ولد عام 1949م، حصل على درجة الماجستير في الأدب المقارن، من أشهر ترجماته:
العسس الليلي.
أسس الإبداع عند دوستويفسكي.