لماذا نقرأ؟ وكيف نقرأ؟ وماذا نقرأ؟
لماذا نقرأ؟ وكيف نقرأ؟ وماذا نقرأ؟
لا يجدر بنا الشعور بالضيق حين نستغرق كثيرًا من الوقت في البحث عن الكتاب التالي على قائمة القراءة، خصوصًا إذا كان هذا الكتاب تاليًا لآخر سمين، ليست مهمة البحث عن الكتاب المناسب رحلة يسيرة على الإطلاق، فلا يكون الكتاب جديرًا بالقراءة إذا لم يطرق جدران دماغك، إن الكتاب الذي لا يرهقك ولا يشغل أفكارك، لا يستحق منك هذا الوقت ولا كل هذا الجهد، نعم على كل كتاب أن يكون نقلة أو يقظة من السبات اليومي، نختبر به مشاعرنا وننفض عنها تراب الرتابة، إننا جميعًا نقرأ لإشباع هذا الجوع الذي نجهل أصله أو لا نستطيع تحديده، ولنصُم إذًا لو لم نجد ما يُشبع هذا الجوع.
هذا عن سؤال لماذا، أما عن الكيفية، فإننا لا نقرأ جميع النصوص بالتطلعات نفسها، على سبيل المثال: أنت لا تقرأ “البحث عن الزمن المفقود” أو “دون كيخوته” بحثًا عن الحبكة، فبهذا تسعى وراء الملل بقدميك، بل تدخل إلى هذه الأعمال العظيمة مُستعينًا بروح الصداقة، تراقب تطور الشخصيات، وتحاول فهم طبيعة البشر، ولماذا يتغيرون بمرور الأحداث، فبهذا تتحول القراءة إلى عزاء دائم عن خذلان الأصدقاء، ووعد مستمر بصنع المزيد.
ماذا نقرأ؟ هذا سؤال صعب، لقد قال أجدادنا قديمًا إن الوقت قصير، والعمل عظيم، فماذا بعد أن قصر الوقت أكثر، وأصبح الإنتاج المعرفي اليومي يُضاهي أعمارًا بأكملها، هنا تبرز الضرورة الملحة لفكرة “المعتمد الأدبي”، كقائمة تضم الأعمال الضرورية التي لا يُمكن تخطيها، بالتأكيد تبدو الفكرة نُخبوية منحازة في بعض الأحيان، لكن رغم كل هذا، لا يمكن الإلمام برحلة البشرية المدونة طوال الثلاثة آلاف عام سوى بالانتقاء والإقصاء.
الفكرة من كتاب خزانة الكتب الجميلة: كيف نقرأ ولماذا؟
عندما يتعلق الأمر بالكتب، فلا مكان للصدفة والاختيار العشوائي، ماذا عن كل تلك الكتب التي شعرت بعد قراءتها أن هذا كان أوانها المناسب، من يختار الآخر؟ ذلك الكتاب أو تلك الرواية التي اقتحمتها وأنت على حافَة اليأس، ثم وجدت كل كلمة تواسيك، وكل سطر يخفف عنك، وكل صفحة تشد من أزرك، لقد انتظرك هذا الكتاب على الرف كل هذا الوقت، حتى يأتي موعد اللقاء المناسب.
يحدثنا الزناتي في هذا الكتاب عن مغامراته ولحظاته الأثيرة مع الكتب والمؤلفين، إذ ينتقل عبر الفصول من مؤلف إلى آخر، مُترجمًا له في البداية ثم ناقدًا لأبرز أعماله، وعارضًا لأكثر أفكاره ومواقفه جدلًا، هذه تجربة قارئ مُتفانٍ، علمته القراءة كيف يكتب.
مؤلف كتاب خزانة الكتب الجميلة: كيف نقرأ ولماذا؟
أحمد الزناتي: كاتب ومترجم مصري، تخرج في قسم اللغة الألمانية بكلية الألسن جامعة عين شمس عام 2000م، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، كما حصل على عديد من الجوائز، منها جائزة الشارقة للإبداع العربي عن روايته “البساط الفيروزي.. في ذكر ما جرى ليونس السمان”، من أعماله:
رواية ماضي.
رواية لعبة الخيول الخشبية.