لماذا نعيش خائفين؟
لماذا نعيش خائفين؟
إننا نحن البشر غارقون في الخوف، الخوف من خسارة الوظيفة أو غياب النجاح أو الفقد أو الموت، وما يجب فعله هو التحرر من ذلك الخوف لأنه يبلّد الذهن ويوقف الإنتاج والشعور بالحياة، والخوف أمر طبيعي يرتبط بشعور داخلي أو خارجي من تأثير المجتمع والثقافة، فقد يكون رد فعل للحماية الذاتية وهذا طبيعي، لكن ما ليس طبيعيًّا هو الأمر الذي نفر منه عندما لا ندري ماذا نفعل، مع أننا في الأصل نخاف حدوث أمور لم تحدث بعد، والتفكير فيها كثيرًا يزيد من ذلك الخوف، لذا فلا داعي لأن يفكر المرء في مثل هذه الأمور، وأن يجعل فكره مقتصرًا على ما يستدعي ذلك كالعمل مثلًا، وإيقاف أي فكر يؤدي إلى الخوف كخسارة الوظيفة أو الموت أو المرض، أو الماضي والمستقبل.
ولعل أحد أبرز مصادر الخوف الاتكال على الأشياء أو الناس، والغضب الذي ينتج عن عدم حدوث أمر نتوقعه أو إساءة أو فقدان أمر نتكل عليه، كما أن الغضب نفسه متأصل فينا، فنحن نغضب حين ينتقدنا أحدهم، أو عندما ينتقد معتقداتنا أو قوميّتنا، وهو بالطبع سبب رئيس لتلك الحروب والتاريخ الوحشي للبشر على مدار القرون الماضية، وأسباب الغضب نفسه قد تكون بيولوجية أو اجتماعية وبيئية، وربما تتمثل في الحاجة إلى الأمان النفسي لكنه وهم في الحقيقة، إذ إنه لا يوجد أمان دائم، وعن الحلول فقد تتمثل في تقليل التوقعات بشكل عام من الأشياء أو الأشخاص، وعدم المبالاة بتقييم الأشخاص لنا وأحكامهم فينا، ولنعلم أن ما نحاربه نصبحه، بمعنى أن مقابلة الشخص الغاضب بالغضب لن تؤدي إلا إلى مزيد من الغضب.
الفكرة من كتاب ماذا أنت فاعل بحياتك؟
إننا نعيش هذه الحياة بكامل لحظاتها المتنوعة بين السعادة والبؤس، والأمان والخوف، والسلام والحروب، فنرى أن البؤس منتشرٌ أكثر، والقلق هو آفة العصر بأكمله نتيجة لنظام عالمي جعل الإنسان قلقًا بشأن كل شيء تقريبًا، ماضيه وحاضره وبشكل خاص مستقبله، لكن ما الحل إذًا؟ هل يكمن في محاولة فهم الحياة أم تقبلها كما هي؟
في الحقيقة، قد تصعب الإجابة على ذلك السؤال، لكن قد نصل إلى أننا البشر قد تفننا في اختلاق مهارب عديدة من مآسينا، ثم غرقنا في فخ المقارنات ومحاولة السيطرة على كل شيء تقريبًا، وهذا ما جعل الكاتب يتوصل إلى حلٍّ ما، حل مرتبط للغاية بفهم الذات.. فكيف يكون ذلك؟
مؤلف كتاب ماذا أنت فاعل بحياتك؟
جدو كريشنامورتي (1895- 1986)، فيلسوف وكاتب هندي، هدف في كتاباته ومحاضراته إلى البحث في العقل والعلاقات والمجتمع، وارتباط التغيير بين المجتمع والفرد، وقد استطاع التأثير في ملايين الأشخاص في رحلاته حول العالم، كما ألّف نحو خمسة وسبعين كتابًا، وسبعمئة شريط صوتي، وبيعت أكثر من أربعة ملايين نسخة من كتبه، ومن أهم مؤلفاته:
يقظة الفطنة.
الحرية الأولى والأخيرة.
التحرر من المعلوم.
معلومات عن المترجم:
ديمتري أفييرينوس، كاتب ومترجم يوناني من أم سورية، مما أكسبه قدرة على اكتساب اللغة العربية وترجمة العديد من الكتب والمؤلفات إليها، كما أنه عمل باحثًا في العلوم اليونانية والتعرف على الأديان.