لماذا نشتري؟
لماذا نشتري؟
لنتخيل معًا أنك ذهبت إلى البقالة تشتري زبدة، ووجدت على الأرفف مجموعةً مختلفة ذات علامات تِجارية، ونوعًا من الزبدة مصنوعًا بواسطة المتجر، وبما أن معظمنا يستغرق ثانيتين في الاختيار بين المنتجات، لنفترض أنك اخترت زبدة تحمل علامة جيف، برأيك هل كان قرارك في اختيار تلك العلامة بالتحديد عقلانيًّا؟ الإجابة “لا”، فلو كان اختيارك عقلانيًّا لقارنت مقارنة طويلة بين الأنواع المختلفة التي وجدتها في عملية قد تستغرق وقتًا طويلًا، ولكن ما يحدث في أثناء شرائنا المنتجات هو اعتمادنا على مسارات مختصرة موجودة مسبقًا في العقل اللا واعي لاتخاذ قرار الشراء.
وهذه المسارات في الدماغ تعرف بالواسم البدني، وتشكيل هذه الواسمات في أدمغتنا عملية سهلة غير مكلفة بالنسبة إلى المعلنين، وتتم بطرائق مختلفة منها: الربط بين شيئين متنافرين كالربط بين أرنب بطاريات إنرجايزر واستمرار الطاقة لوقت طويل، ومنها أيضًا عمل واسمات من خلال الدعابة، والإعلان الذي يُعبر عن هذا هو عبارة عن حبة تستخدم لمعالجة التهابات القدم يتناولها صاحب القدم المتألمه للتخلص من مجموعة شخصيات كرتونية ترفع إصبع القدم الكبير وتقفز تحته، ففعل الشخصيات الكرتونية يمثل أمرًا ظريفًا بالنسبة إلينا ويكون أسهل في تذكره.
ولأن الواسمات البدنية تستند إلى الخبرات الماضية باللذة والعقاب، فالخشية والخوف من أقوى الواسمات، فالمعلنون يسعون إلى إخافتنا بجعلنا نعتقد أن عدم شراء منتجاتهم سيشعرنا بقدر أقل من السعادة والأمان والحرية، وأن تحكمنا في زمام حياتنا سيكون أقل، ومن أشهر الإعلانات المتعلقة بعمل واسمات عن طريق الخشية هو ذلك الإعلان الذي يروج لعقاقير نقص الانتباه، وتجعل الآباء في خوف مستمر إذا لم يشتروا هذا العَقار لأبنائهم، لأنهم سيحصلون على علامات متدنية وينتقلون من وظيفة إلى أخرى وقد يدخلون السجن، كل هذا سيحدث إذا لم يشتروا العقار، لذا يهرعون لشرائه.
الفكرة من كتاب دوافع الشراء، لماذا نشتري؟ حقائق وأكاذيب
هل تساءلت يومًا لماذا تشتري الأشياء، أو كيف تتذكر علامة تِجارية دون أخرى، أو لماذا تشتري أغلب السيدات منتجات العناية بالبشرة على الرغم من أنهن يعلمن أنها لا تحدث فارقًا كبيرًا؟
إن راودتك تلك التساؤلات، فهذا الكتاب سيصحبك في رحلة ممتعة لمعرفة ما يدور في عقلك عندما تشتري منتجًا ما، ولماذا تفضله عن منتج آخر، كما سيعرض لك كثيرًا من النماذج والأساليب التي تتبعها الشركات في جذبنا إلى منتجاتها، وسيُعرّفك هل للخرافات والطقوس الغريبة عَلاقة بتعلقنا بمنتج معين أم لا.
مؤلف كتاب دوافع الشراء، لماذا نشتري؟ حقائق وأكاذيب
مارتن لیندستروم: هو مؤلف ذائع الصيت في نيويورك تايمز، حصل على لقب الأكثر مبيعًا لثماني مرات، وقد تُرجِمَت كتبه إلى 60 لغة وبِيعَ منها ما يزيد على 4.5 مليون نسخة، صنفته مجلة تايم على أنه أحد أكثر الأشخاص نفوذًا في العالم، كما أدرجته مجلة Thinkers 50 واحدًا من أفضل 20 مفكرًا في مجال الأعمال في العالم لعام 2021.
من مؤلفاته:
Small Data: The Tiny Clues that Uncover Huge Trends.
Brandwashed.
The Ministry of Common Sense: How to Eliminate Bureaucratic Red Tape, Bad Excuses, and Corporate BS.