لماذا نريد أن يحبنا الناس؟
لماذا نريد أن يحبنا الناس؟
من الطبيعي أن ترغب في أن يحبك الناس لأن المحبة تعني الانتماء وأنت في حاجة إلى الانتماء، ولذلك عليك ألا تكون قاسيًا على نفسك إذا وجدت أنك تفعل بعض الأشياء لكي ترضي الناس وتكون علاقات وتتواصل معهم، فالمشكلة تبدأ عندما تخاف ألا تكون محبوبًا فتبدأ في المساومة على قيمتك وحقيقتك كي تصبح مقبولًا، ومما لا شك فيه أن كونك على حقيقتك يشكِّل مخاطرة، فقد لا يحبك البعض وقد يرفضونك، الأمر صعب حقًّا، ولكن إذا اختار بعض الناس الخروج من حياتك فسوف يفسح هذا المجال لأناس آخرين أن يدخلوا حياتك بشرط أن يقبلوك كما أنت، وأن يحبوك على حقيقتك، وأنت تفعل ذلك تذكَّر أن الناس ليسوا في حاجة إلى أن يكونوا على مستوى توقعاتك، ما يعني أن عليك كما تحاول تحرير نفسك من توقعات الناس وتعليقاتهم وأحكامهم أن تحرِّر الناس من توقعاتك وتعليقاتك وأحكامك.
عندما تحب نفسك انطلاقًا من مبدأ الأصالة فأنت بذاتك الحقيقية تكون منفتحًا على الناس، وهذه طريقة لبناء الشعور بالكفاية، أما الوقوف في وضعية الخوف، أي ألا يقبلني الناس أو لا يحبونني فيدل على حالة أنا غير كافٍ.
ولكن احذر وأنت في طريقك إلى الانفتاح ألا تصبح كالكتاب المفتوح لكل الناس، ولكن اختر الناس الذين يحبونك كما أنت، واختر إلى أي مدى تنفتح لهم وفي أي موقف، ما يعني أن تكون أنت سيد قرارك، وامتلاكك لهذه الخيارات يعني أنك كافٍ تمامًا.
عندما تتشبَّع بالأصالة وتكون نفسك يبدأ قانون الجاذبية الشخصية في العمل تلقائيًّا، وهو أنك كلما كنت ذاتك الحقيقية انجذب الناس إليك تمامًا كما يحدث مع الأطفال، ومع تقدم السن تبدأ في تغطية نفسك بطبقات متكاثفة من الأفكار والنوايا والمعتقدات التي تشعر معها أنك لست كافيًا.
الفكرة من كتاب أنا أحب ذاتي
“أشعر أني لست كافيًا”.. ينطلق الكثيرون في حياتهم من هذه الجملة، ويسيرون في الحياة بشعور أنهم صغار وغير واثقين وغير مستحقين لأي شيء في الحياة، وهذا الشعور يسلب الإنسان أحقيته في كل الامتيازات والفرص التي قد تصادفه في مشواره العلمي أو الاجتماعي.
في هذا الكتاب يصف الكاتب رحلته الشخصية من مرحلة “لست كافيًا” إلى مرحلة “أنا كافٍ.. أنا أستحق”، والطريقة التي قد يستطيع بها أي شخص أن يحب ذاته.
مؤلف كتاب أنا أحب ذاتي
ديفيد هاملتون : ولد في لندن عام 1933، وهو مخرج سينمائي ومصور وكاتب سيناريو، وتوفي منتحرًا في الدائرة السادسة في باريس عن عمر يناهز 83 عامًا في عام 2016.
له العديد من المؤلفات منها: “اللطف وآثاره الخمسة”، و”كيف يستطيع تفكيرك أن يشفي جسدك”، و”الاستشفاء البدني بالعقل والروح”.
حاز ديفيد هاملتون درجة الشرف والمرتبة الأولى في الكيمياء وتخصَّص في البيولوجيا والكيمياء الطبية، وحاز أيضًا الدكتوراه في الكيمياء العضوية.
معلومات عن المترجمين:الدكتور محمد ياسر حسكي ولينا الزيبق ترجما معًا عددًا من الكتب، منها: رواية “الحب”.
ولقد ترجم محمد ياسر حسكي كتبًا أخرى بمفرده، ومنها: “المركب الفارغ.. لقاءات مع اللاشيء”، و”الطريق إلى الحب”، و”الدماغ الخارق”.