لماذا نربي الطفل إيمانيًّا؟!
لماذا نربي الطفل إيمانيًّا؟!
الهدف العام من التربية الإيمانية هو تحقيق العبودية لله تعالى، وتأتي من خلالها أهداف التنشئة العقائدية الصحيحة ليعبد الله على بصيرة، والتحلي بالأخلاق الكريمة، وتنمية الشعور بالانتماء إلى المجتمع المسلم وأفراده، وتكوين شخص متزن نفسيًّا وعاطفيًّا قادر على نفع مجتمعه.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة إذ كان يتعهَّد الأطفال بالتوجيه والنصح بلطف، فها هو رسول الله ﷺ يقول لعمر بن أبي سلمة إذ كان غلامًا تطيش يده عند الطعام: “يا غلام سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك”، ويعلِّم ابن عباس كلمات في صلب الإيمان مما يثقل على بعض الكبار أحيانًا فيقول له: “يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك..”.
وفي حديثه ﷺ أيضًا “ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه”، منبهًا إيانا إلى أن الإيمان هو فطرة الإنسان، وأي زيغ فإنما هو من فعل البشر، ويبين الدور الكبير الواقع على الوالدين الذي ينبغي أن يقوما به مع الطفل بتزكية فطرته وحفظها من التشوهات، وللبيئة المحيطة أثر كبير في ذلك فينبغي الانتباه والحرص على توفير البيئة الطيبة.
ومحاور التربية الإيمانية هي تعليم الأبناء كل ما يعزِّز شعورهم بالانتماء إلى أمة النبي محمد ﷺ ويعمِّق إيمانهم، وتحت ذلك يندرج تعليمهم أركان الإيمان الستة، وحب النبي ﷺ وآله وصحابته، وتعظيم شعائر الله، وكذلك تعليمهم أن الإيمان لا يكتمل ما لم يصحبه عمل صالح، وأن إيمان الفرد يزيد بالطاعة كما ينقص بالمعصية، وغرس مركزية الآخرة في نفوسهم وفكرة الجزاء والجنة والنار، وتعويد الطفل مراقبة الله (عز وجل) واستحضار معيَّته، وأن يعمِّق بداخله أنه على الحق فيكون معتزًّا بدينه، ومن ثمار هذا الغرس في النفس المبادرة لفعل الخيرات، وتقوية الوازع الداخلي، والزهد في الدنيا، والتأييد الإلهي، وقوة الرغبة في الاتصال بالله، وقلة المشكلات والتأثير الإيجابي في الأفراد والشعور بالطمأنينة والسكينة.
الفكرة من كتاب أسئلة الأطفال الإيمانية
أين هو الله، ولماذا لا نراه، وما معنى الموت، ومن الجن، ومن الذي خلق الله؟
كثير من الأسئلة يطرحها الأطفال ويجد الآباء والمربون صعوبة في الإجابة عنها، خصوصًا مع ضغوطات الحياة وضيق الوقت، بيد أن الإجابة عن هذه الأسئلة مهمة للغاية، فالمفاهيم التي تُزرع في عقل الطفل في السنوات الأولى هي العامل الأساسي في تكوين شخصيته على المدى البعيد.
فالأطفال لديهم قدرة فائقة على التعلم إذا شعروا بالأمان وتعهَّدهم معلم حريص، ومن منطلق “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” يقدم المؤلف التربية الإيمانية ومحاورها الضرورية والوسائل التربوية المساعدة، ثم يتطرق إلى نماذج عملية للإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة من الأطفال فيما يتعلق بأركان الإيمان الستة.
مؤلف كتاب أسئلة الأطفال الإيمانية
عبد الله حمد الركف: كاتب وباحث في المجال الفكري والشرعي، تخرج في جامعة أم القرى بقسم العقيدة، ونال درجة الماجستير عن رسالة بعنوان “نظرية المعرفة الدينية عند عبد الكريم سروش: دراسة نقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة”، والكتاب الذي بين أيدينا صادر عن مركز دلائل المهتم بمواجهة المشكلات العقائدية، ضمن سلسلة “قضايا الطفل”.