لماذا نخلط بين الحاجة والسعادة؟
لماذا نخلط بين الحاجة والسعادة؟
في تجربة تم إجراؤها على فئران تجارب، عن طريق تعريض جزء من أدمغتهم للصعق الكهربائي، وجدوا أن الفئران لا تخشى الصعق بل إنها تحبه وتنتظر وقت حدوثه، وقد ظنَّ العلماء الذي قاموا بإجراء التجربة أنهم اكتشفوا مركز السعادة بالمخ، ولكن عند إجراء هذه التجربة على البشر؛ وجدوا أنهم يعيشون شعورًا جميلًا من الصعقات الكهربائية، ولكن يصاحبها شعور متواصل من التوتر خوفًا من قطع التيار الكهربائي، وحينها اكتشف العلماء أن ما تم اكتشافه ليس مركز السعادة، وإنما “جهاز الإثابة”.
يدفعنا “جهاز الإثابة”، للعمل عندما يميز المخ وجود فرصة للإثابة، فيطلق إحدى الناقلات العصبية التي تدعى الدوبامين، ويكون دور الدوبامين هو جعلنا نتوقَّع وجود مكافأة وهي “السعادة”، وأي شيء نعتقد بأنه يترك فينا شعورًا طيبًا سوف يُوقظ جهاز المكافأة في المخ، مثل: رؤية لافتات الخصومات، فيندفع الدوبامين فيصنِّف هذا الهدف الجديد للرغبة باعتباره ضروريًّا للبقاء، وحين يخطف الدوبامين الانتباه، يصبح العقل أقل تركيزًا للسيطرة على أفعاله، وحين نضيف الإشباع الفوري المتاح عبر التكنولوجيا الحديثة إلى نظام التحفيز داخلنا، فسينتهي بنا الحال إلى أجهزة لضخِّ الدوبامين، فتجد نفسك تعجز عن التوقُّف عن تصفُّح فيسبوك، أو تويتر، أو اليوتيوب لأنك تعتقد بأن الفيديو التالي هو ما سيُضحكك، فبمجرد أن يتحفَّز نظام توقُّع المكافأة لديك يصبح الشيء الذي تفعله إدمانًا.
والدوبامين سلاح ذو حدين، فقد أثبتت التجارب أن الوعد بالمكافأة لا يضمن السعادة، لكن فقدان وعد المكافأة هو ضمان للتعاسة، ولذا نحن بحاجة إلى الوعد بالمكافأة كي نبقى مندمجين في الحياة، ولكن يلزمنا بعض السيطرة الذاتية التي تجعلنا نستطيع التمييز بين “المكافأة الحقيقية” التي تمنح حياتنا معنًى، وتلك “المكافأة الزائفة” التي تبقينا في حالة من التشتُّت والإدمان، وحاول دائمًا الحفاظ على وعيك عند تجربة شيء تتوقَّع أن يمنحك السعادة مثل: (التسوُّق، وتناول الوجبات الخفيفة، وتصفُّح الإنترنت)، واسأل نفسك بعدها هل يتطابق الواقع مع وعود المخ لك؟ وتذكَّر أن الرغبة ليست خيرًا أو شرًّا، المهم هو المكان الذي توجَّهنا إليه، وامتلاك الحكمة والمعرفة لمعرفة متى يمكننا اتباعها.
الفكرة من كتاب غريزة قوة الإرادة
معظم الناس يجدون أنفسهم فشلة عندما يتعلَّق الأمر بقوة الإرادة، فتجدهم لا يستطيعون التوقُّف عن التدخين، أو تناول الأطعمة السريعة، ويعزون سبب فشلهم إلى ضعف إرادتهم، ويشعرون بالذنب والخذلان بسبب ذلك، ولذا قام هذا الكتاب بمناقشة قوة الإرادة، وكيف نسيطر على الذات، وذلك عن طريق كسر العادات القديمة، وخلق عادات أخرى صحية.
وتعدُّ معرفتك بذاتك هي أساس السيطرة على النفس، ولذا ركَّز الكاتب على أكثر الأخطاء شيوعًا فيما يتعلق بقوة الإرادة لأن التشتُّت والإغراء والتسويف من التحديات البشرية العامة، وقام بالإجابة عن تساؤلات مثل: متى نستسلم للإغراءات؟ أو متى نؤجل ما نعرف أن علينا فعله؟ وما الذي يقود إلى الانهيار؟ وكيف نحوِّل معرفتنا بأسباب الفشل إلى خطط للنجاح؟
مؤلف كتاب غريزة قوة الإرادة
كيلي ماكُجونيجال : ولدت عام 1977، وهي طبيبة نفسية، ومحاضرة بجامعة “ستانفورد”، معروفة بعملها في مجال المساعدة العلمية التي تركِّز على ترجمة الأفكار من علم النفس وعلم الأعصاب إلى استراتيجيات عملية تدعم الصحة والرفاهية، وقامت بدراسة علم النفس والاتصال الجماهيري في جامعة “بوسطن”، وحصلت على الدكتوراه في علم النفس من جامعة “ستانفورد”، ولها عديد من المحاضرات على “TEDGlobal”، كما فازت بجائزة “والتر جاس” لجوائز كتاب الأعمال لعام 2013.
من أهم أعمالها:
Yoga for Pain Relief.
The Upside of Stress.
The Joy of Movement.