لماذا نحتاج إلى بناء صناديق جديدة؟
لماذا نحتاج إلى بناء صناديق جديدة؟
الفرد منذ ولادته يمرُّ بتجارب عديدة، وأثناء التجربة يستقبل العقل مجموعة من المعلومات بشكل مُجمل، وليقوم بتبسيطها يقسِّمها إلى فئات، فإذا كانت المعلومة تندرج تحت فئة أو صندوق تم تكوينه من قبل مثل رؤية حيوان يُشبه الحيوانات آكلات اللحوم، يضعه في صندوق آكلي اللحوم، ويُبقي مسافة آمنة بينه وبين هذا الحيوان لأنه يعلم أنه يُشكِّل خطرًا، لكن في حالة استقبال معلومة لا تندرج تحت أي فئة من الفئات التي كوَّنها العقل، يقوم ببناء صندوق أو فئة جديدة.
وعلى الرغم من أن وجود الصناديق يساعدنا على التكيُّف والاستجابة، والاحتفاظ ببعض الصناديق دون تعديل أو استبدال مُضر لأن بعض المعلومات تفقد صلاحيتها مع الوقت، فهناك العديد من المعلومات، مثل ميول العملاء أو حجم المخاطر التي تواجهها الشركة، تتغير بوتيرة أسرع من ذي قبل، ففي أي وقت يمكن أن يُعلن أحد المنافسين عن منتج أو خدمة جديدة، أو تظهر أي ظروف مناخية، وبائية، أو اقتصادية تهدِّد وجود الشركة.
وليحافظ رواد الأعمال على استقرار شركاتهم، عليهم أن يكونوا جزءًا من هذا التغيير أو يستعدوا لأي لأي سيناريوهات قد تواجههم، فبدلًا من انتظار أن يُقدِّم المنافسون الجديد، لا بد أن يبادروا بذلك عن طريق إدراك التغيرات، أو صنع توقُّعات أو سيناريوهات عما يُمكن أن يحدث في المستقبل لتطوير الرؤية الاستراتيجية، والأمر يستغرق بعض الوقت والجهد، لأن الوصول إلى فكرة جديدة يحتاج إلى التفكير الاستقرائي، وهو تفكير يعتمد على تحديث الصناديق أو صنع صناديق جديدة، على عكس التفكير الاستنباطي الذي يعتمد على الصناديق القائمة لاستخدامها مباشرةً في التنفيذ، ومن خلال خمس خطوات: (شكِّك، استكشِف، شعِّب، قارِب، أعِد التقييم) يُستخدم كلا النمطين من التفكير ويتم بناء صناديق جديدة.
الفكرة من كتاب التفكير في صناديق جديدة: نموذج فكري جديد للإبداع في عالم الأعمال
“عدد ألوان قوس قُزح سبعة”.. هذه المعلومة التي درسناها في المدرسة حيث ترى العين بالفعل سبعة ألوان فقط، هي معلومة غير صحيحة، فقوس قُزح طيف مستمر من الألوان، ولكن لتواجه عقولنا مثل هذا التعقيد، تقوم بتبسيط المعلومات وتضعها في قالب ذهني، هو المسؤول عن استيعاب وتخزين المعلومات لاستخدامها في مواقف مماثلة من أجل التكيُّف مع الواقع، وسنسمِّي هذا القالب “الصندوق”.
ولأن عالمنا مُعقَّد، ونواجه العديد من المعلومات يقوم العقل بتصنيفها ووضعها في عدَّة قوالب أو صناديق، فتوجد صناديق خاصة بالعناصر المتشابهة مثل أسماء شركات الإلكترونيات مثلًا، صناديق خاصة بالأحكام كالتي نطلقها على الأشخاص والمواقف، وصناديق فكرية تحمل مصطلحات وأفكارًا عن الديمقراطية والحرية، وهناك أنواع أخرى من الصناديق، لذا يُنكر مؤلفو الكتاب نموذج “التفكير خارج الصندوق” كوسيلة للإبداع، فأي صناديق سنفكِّر بخارجها، وكيف سنخرج منها، وعند الخروج منها سنحتاج إلى صناديق جديدة.
لذا تم تأسيس هذا النموذج الجديد، وهو التفكير في صناديق جديدة، والذي يقدِّمه هذا الكتاب.
مؤلف كتاب التفكير في صناديق جديدة: نموذج فكري جديد للإبداع في عالم الأعمال
لوك دي براباندير: مستشار في مكتب باريس لمجموعة بوسطن الاستشارية، ووُلد في مدينة غنت ببلجيكا عام 1948، وقد حصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية عام 1971 من جامعة لوفان الكاثوليكية، وعلى درجة الدكتوراه في الفلسفة من نفس الجامعة عام 2002، وقد قدم ندوات عن الإبداع وبناء السيناريوهات وتقنيات الرؤية الاستراتيجية المطبَّقة على الأعمال، إضافةً إلى أنه ألَّف وشارك في تأليف حوالي تسعة كتب، من بينها:
The Forgotten Half of Change: Achieving Greater Creativity Through Changes in Perception
Platon vs. Aristote. Une initiation joyeuse à la controverse philosophique
ألان إني: أخصائي أول في مجال الإبداع والسيناريوهات في مجموعة بوسطن الاستشارية، وحاصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة مكغيل عام 1999، وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية كولومبيا للأعمال، وقد قام بتدريب آلاف المديرين التنفيذيين والمستشارين في مجموعة بوسطن، ويقود مجموعة واسعة من ورش العمل في كل مجالات الصناعة، ويتحدَّث حول العالم عن التوصُّل إلى المنتجات والخدمات والأفكار وتطوير الرؤية الاستراتيجية الجديدة.