لماذا نحاور أبناءنا؟
لماذا نحاور أبناءنا؟
من المهم أن نعرف أولًا أن عملية التواصل ليست كلامًا نقوله وحسب، بل تتكوَّن من ثلاثة عناصر: الكلام أو المحتوى، لغة الجسد والإيماءات، نبرة الصوت، وتثبت الدراسات أن المحتوى لا يشكِّل أكثر من 7% من التأثير في المتلقي، في حين تؤثر لغة الجسد بنسبة 55%، ويؤثر الأسلوب بنسبة 38%، وعندما يجهل الآباء ذلك، يظنون أنهم يتواصلون بشكل طبيعي مع أبنائهم ما داموا لم يصرخوا أو يشتموا، في حين أنهم لم يكونوا ينظرون إلى أبنائهم من الأصل، أو ينظرون إليهم بحدة ويتحدثون بجفاء، أو ما يظهر في شكوى الأبناء المتكررة من الخطب والمواعظ التي يلقيها عليهم آباؤهم الذين يحسبون أن الإطالة في الكلام هي الوسيلة المناسبة، وبعض الآباء إنما يكون حديثه من طرف واحد فهو فقط من يتكلم، ويستمع الأبناء ليطيعوا وحسب، وليس ذلك بحوار ولا تواصل.
والحوار مع الطفل يجعل علاقته بوالديه ودودة وقريبة، ويشبع احتياجه إلى من يسمعه، فلا يتسول ذلك من أي عابر في حياته، ولا ينطوي على نفسه، ويكون أكثر سواءً نفسيًّا بقدرته على التعبير عما بداخله، ويتعلم الإصغاء للآخرين، ويكسر حاجز الخجل ويكون أكثر قدرة على بناء علاقات اجتماعية، كما ينمي لديه مهارات متعددة، فيتعلم الطفل اللغة والكلام بشكل أسرع، ويتمتع بالطلاقة والجرأة على المحاورة والرد، كما يكتسب المنطق في التفكير والبديهة وتقوى ذاكرته، ومن الفوائد العظيمة للحوار أن يتعرف الوالدان على طبيعة ابنهما ويسبرا أغوراه، فيعرفان كيف يتعاملان معه ويوجهانه بشكل صحيح.
ونجاح عملية التواصل تلك، هو مسؤولية الآباء لا الأبناء، فلا يمكننا تحميل الأطفال أو حتى المراهقين مسؤولية عملية التواصل مع آبائهم.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
في الوقت الحالي لم نعد نحن وحدنا من نربي أولادنا، وقد اتسعت الفجوة بين الآباء والأبناء بشكل ينذر بالخطر، وليس من سبيل لسدِّها إلا من خلال التواصل بين الأبوين وأبنائهما، وتلك المهارة إذ نجتهد لاكتسابها فإنما هي قُربة تقرِّبنا إلى الله بما تعيننا به من صلاح أبنائنا وصلاح تربيتهم، والتواصل مع الأبناء هو وصل معنوي وحسي يشمل معاني العطف والبر والرحمة والرفق، ويشمل اللمسات الحانية، كما يشمل حتى وصلهم بالمال، ومن أضداد الوصل الهجر، لذا كانت الأبوة دورًا لا يمكن بحال أن يُؤدَّى غيابيًّا أو أن ينوب فيه أحد، بل يكون الأب حاضرًا بشخصه بين أبنائه وبناته أطول وقت ممكن.
مؤلف كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
خالد بن سعود الحليبي: شاعر وأديب وأستاذ جامعي سابقًا، إضافةً إلى عمله في الاستشارات الأسرية، ولد في الأحساء بالسعودية عام 1964م، وحصل على بكالوريوس في اللغة العربيَّة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الحديث، ثم حصل على دبلوم عالٍ في الإرشاد النفسي والأسري من كليَّة المعلمين، عمل بالتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شغل منصب المدير التنفيذي لبيت الخبرة للتنمية الأسرية، وهو مشرف عام موقع المستشار بالدمام، وعضو مركز التنمية الأسرية بالأحساء.
له عدد من المؤلفات منها:
قلبي بين يديك (ديوان شعر).
أبو فراس الحمداني في رومياته.
العنف الأسري: (أسبابه ومظاهره وآثاره وعلاجه).
جلسات تسع ذي الحجة.