لماذا نتزوَّج؟
لماذا نتزوَّج؟
اقتضت حكمة الله (سبحانه وتعالى) أن خلق من كل شيء زوجين، الذكر والأنثى، وجعل استمرار حياة المخلوقات على الأرض بالتزاوج، إلا أن الله كرَّم الإنسان عن باقي خلقه وجعله خليفة له في الأرض، ولم يجعل تزاوجه مثل باقي المخلوقات غير المكلفة، فشرع له الزواج على أسس دينية من إيجاب وقبول وشهود، فجعل الزواج شكلًا اجتماعيًّا ودينيًّا، وجعل في الزواج سكنًا ومودَّة قبل أن يكون استمرارًا لبقاء النوع والجنس البشري.
وجعل الزواج آية من آياته العظيمة، وميثاقًا غليظًا كما وصفه (سبحانه وتعالى)، وسهَّل أمور الزواج وجعله ميسورًا، فلم يحدِّد المهر أو الأعباء الزوجية، وحثَّ الشباب على الزواج فقال: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوَّج”، والباءة هي القدرة على الزواج، والقدرة ليست محصورة في المال فحسب، ولكنها القدرة العامة، سواء كانت مالية أو نفسية أو جنسية، فقد يكون الرجل ميسورًا لكنه لا يستطيع الزواج لوجود مرض يمنعه من الزواج، ولم يحدِّد الشرع مهرًا معينًا، وإنما رغب في الزواج حتى قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لرجل أراد أن يتزوَّج امرأة: “التمس ولو خاتمًا من حديد”، أما في عصرنا الحالي فقد باتت المغالاة في المهور -رغم صعوبة الحياة الاقتصادية- سمة من سمات هذا العصر، حتى بات الحرام ميسورًا أكثر من الحلال، ونسي الناس أن الهدف من الزواج ليس قيمة المهر أو الشقة، وأن مقاصد الزواج أكبر من ذلك كله، فهو الأسرة والذرية وإقامة شرع الله، والسكن النفسي، والمودة والتراحم قبل أي شيء، فلما غابت هذه المفاهيم عنا؛ غابت البركة وكثرت المشاكل في البيوت، فمع نهاية شهر العسل ينتهي كل العسل، وتظهر المشاكل لتطفو على سطح الحياة الزوجية، والسبب في ذلك أننا لم نفهم معنى الزواج ولا الحكمة منه.
الفكرة من كتاب دعوة للزواج
أول ما يواجهنا في العالم اليوم إباحية جنسية، وإيدز وهربس وسرطانات عجيبة، ثمرة منطقية لمخالفة الفطرة، ويبقى الزواج هو العلاقة الوحيدة الفطرية والشرعية بين الرجل والمرأة يباركه الله ويباركه الناس.
هذا الكتاب يؤكد أن طوق النجاة من الانحرافات الجسدية هو الزواج، فهيَّا نتعرَّف على الزواج الإسلامي كما حدَّده لنا الله (سبحانه وتعالى) وبيَّنه النبي (صلى الله عليه وسلم)، حتى لا تختلط الأمور وتضيع الأسرة المسلمة كما ضاعت الأسرة في المجتمع الغربي، إنها دعوة جادة للزواج، لكل مسلم ومسلمة يريدان أن يبنيا أسرة مسلمة سعيدة كما أراد الله سبحانه وتعالى.
مؤلف كتاب دعوة للزواج
منصور عبدالحكيم محمد عبدالجليل، كاتب ومحامٍ، من مواليد القاهرة، حاصل على ليسانس الحقوق عام 1978 جامعة عين شمس، له عدة كتب، مثل: “طارد الجن”، و”مواجهة الجن” و”موائد الشيطان”.