لماذا لم يخلق الله عالمًا أقل شرًّا؟
لماذا لم يخلق الله عالمًا أقل شرًّا؟
قد يقول سائل: إذا سلمنا بوجود الخير والشر في العالم وأن وجود الشر لا ينافي وجود الله، فلماذا لا يجعل الله هذا العالم أقل شرًّا؟
هذا السؤال يهمل أن الإنسان قاصر في علمه، فما المقدار الذي لو انخفض الشر إليه لكان العالم أقل شرًّا، فلو افترضنا أنه كان أقل شرًّا مما هو عليه الآن لتمنى الإنسان أن ينخفض عن ذلك وهكذا حتى ينعدم، وينعدم الابتلاء، وتتحول الأرض التي افترض فيها وجود الخير والشر إلى خير محض، وهذا لا يوجد إلا في الجنة، والإنسان إذا تدبر في حال الشر الموجود لعلم أنه أقل القليل، فالنيازك التي تصيب الأرض مثلًا لم تؤثر في الوجود البشري لأن نزولها غالبًا يكون في أماكن غير مأهولة بالناس، واحتكاكها بالغلاف الجوي يقلل من قوتها وسرعتها مما يجعل آثارها التدميرية أقل في أغلب الأحيان.
إن إرادة الإنسان أن يتعلم أو يصيب خيرات في هذا العالم دون أن يصاب بأي أذى كأن يكون الشر مجرد وهم، هذا أمر غير معقول ولن يعود على الإنسان بما يظنه من منفعة ولن يصلح من أخلاقه لأن الشر في هذه الحالة مجرد وهم، وحتى يصير للحياة معنى وللخير معنى يجب أن يكون للشر وجود حقيقي في الكون.
الفكرة من كتاب مشكلة الشر ووجود الله
لقد أصبح الإلحاد ظاهرة موجودة وتحدِّيًا واقعًا، وليست محاربته بمجرد التنفير منه بوسيلة مجدية، وإنما يجب التصدي له بردود علمية وبراهين قاطعة، ولأن مشكلة الشر من أبرز شبهاته؛ فإن هذا الكتاب يعرضها من خلال التأصيل لها ببيان معنى الشر وماهيته، وبيان أنواع الشر الموجود في الكون وتقديم إجابة عن كل نوع، وهذا كله طبقًا للعقيدة الإسلامية.
مؤلف كتاب مشكلة الشر ووجود الله
سامي عامري: مؤلف وباحث تونسي، حاصل على الدكتوراه في مقارنة الأديان، ومهتم بمناقشة قضايا الفكر والإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة.
له عدد من المؤلفات منها: “براهين وجود الله” و”براهين النبوة” و”فمن خلق الله!”.