لماذا لا أفهم في بعض الأحيان؟
لماذا لا أفهم في بعض الأحيان؟
جاء الفهم في اللاتينية بمعنى الربط بين شيئين، لكن الكاتب قد عرَّفه بأنه: “عملية عقلية ديناميكية تقوم على تكوين بنية فكرية متماسكة في الذاكرة يمكن استدعاؤها في أي وقت من الأوقات لاستعمال لاحق، ولا يخفى أن تكوين البنى الفكرية لا ينبع من فراغ إنما يُبنى على المعارف التي يمتلكها الإنسان ويستعين بها في فهم الوضعيات وفي ربط جديدها بالقديم الذي يعرفه، وفي تصنيف الجديد حيال ما يعرفه، مستعينًا في ذلك بالعديد من العمليات الفكرية الاستدلالية التي تعينه في اكتشاف المعاني وأبعادها”، ولِفهم خطاب مقروء أو مسموع على سبيل المثال يحتاج إلى المرور بثلاث مراحل: الأولى: فهم الأساس للكلام من حيث التشكيل مع فهم مفرداته وتراكيبه، والثانية اعتبار الظروف التي قيل فيها الكلام مع مرافقة فهم المفردات والتراكيب للخطاب فيُبنى عليه تصور، والثالثة هي الاستنتاج؛ أي اكتشاف مفهوم الخطاب ومقاصد المتحدث.
وهناك عدة استراتيجيات للقيام بعملية الفهم: استراتيجية مراقبة الفهم ذاته ويساعد الإنسان نفسه على ذلك حين يوجِّه الأسئلة إلى نفسه حينها: “ماذا فهمت مما قرأته أو سمعته؟ ما الذي لم أفهمه؟”، واستراتيجية طرح الأسئلة لفهم النص أو الخطاب، واستراتيجية استخراج الأفكار الأساسية من النص أو الخطاب، واستراتيجية توضيح الأفكار والربط بين الأفكار الأساسية والثانوية، واستراتيجية رسم مخططات لتوضيح الأفكار الأساسية والمعاني المستنتجة، واستراتيجية توقُّع مقصد كاتب النص أو الخطاب.
وهذه الاستراتيجيات ومراحل الفهم تساعد على التوسع في عملية الفهم واستيعاب المعلومات التي تساعد على التميز في تحديد التفكير وممارسته، وتنتهي هذه العملية أيضًا بالاستدلال ثم التحليل للوصول إلى الاستنتاج المناسب.
الفكرة من كتاب التفكير.. اللغة والتعليم
يعدُّ التفكير بطبيعة الحال مهارة عقلية لها أنواع كثيرة، ويُعبِّر عنه كل فرد بلغته الخاصة، ويستخدم الفرد تفكيره ولغته في التعليم، فيوضِّح هذا الكتاب هنا الربط بين المفاهيم الثلاثة “التفكير واللغة والتعليم”، حيثُ يُعرف الإنسان بلغته وفكره المنفرد به، وكذلك مستوى تعليمه الذي تلقَّاه.
مؤلف كتاب التفكير.. اللغة والتعليم
د. أنطوان صيَّاح: كاتب وتربوي، يعد من الكتاب المتخصصين في اللغة واللسانيات.
له مؤلفات ودراسات علمية متعددة منها: “مفاتيح للتعليم والتعلم”، و”تعلُّمية اللغة العربية الجزآن الأول والثاني”، و”دراسات في اللغة العربية الفصحى وطرائق تعلمها”، وله خواطر منها: “كلمات وأيام”.