لماذا كان الأوروبيون يختارون العبيد الأفارقة؟
لماذا كان الأوروبيون يختارون العبيد الأفارقة؟
كان السبب الرئيس في انتشار تجارة العبيد في أوروبا هو اكتشاف الأمريكتين وتعميرهما، والثاني هو مدى قوة ومقاومة وقدرة الإنسان الأفريقي على العمل الشاق وتحمل الظروف المناخية المتشابهة بين أفريقيا والأمريكتين، ومن ثم الحصول على العمالة الضخمة لاستغلالها في تنمية الأمريكتين، ولم يفرقوا بين رجل وامرآة ولا بين عجوز وطفل، فقد كان استغلال الزنجي الأفريقي من أفظع وأقسى أنواع الاستعباد على مر التاريخ الأمريكي، وتحولت أمريكا من كونها قوى للتحرير إلى أبشع ما مارست البشرية من الرق.
وكانوا يصفون الزنوج في أفريقيا بكثافة العدد، وقوى البنية عن الهنود الحمر، وأكثر تحملًا للحرارة في مناطق المزارع الواسعة، وأكثر تأهلًا للعمل في الزراعات الكثيفة ولديهم مناعة قوية لمقاومة الأمراض الأوروبية التي كانت منتشرة وقتذاك.
فكان للعبد الزنجي أهمية كبيرة في كل المستعمرات، وكان مصاحبًا للمستعمرين في حملاتهم على المكسيك والبيرو وغيرهما، وحينما كان يوجد عمل شاق يجبرون العبيد الزنوج على أدائه، ومن كثرة المأساة التي عاشها العبد الزنجي أصبح مستسلمًا للعبودية وأقل دفاعًا عن الحرية بعكس الهنود الذين كانوا يعيشون بالقرب من قبائل أهاليهم الحرة، وبذلك تمكنوا من الهروب إلى مواطنهم، وبذلك ارتفعت قيمة الزنجي في المستعمرات الأمريكية عن الهنود، فكان سعر العبد الزنجي 75 دولارًا، بينما سعر الهندي 5 دولارات.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.