لماذا قد يُهين الإنسان نفسه؟
لماذا قد يُهين الإنسان نفسه؟
البقرة.. هذا الحيوان المعروف بمجرد ذكر الهندوسية، فما قصّة البقرة؟
البقرة في الهندوسيّة لها تقديس خاص، وذلك لأنهم يعتبرونها مصدرًا للعطاء، بجانب ذلك فهُم -كما ذُكر- يعتقدون أن الإله يحل في مخلوقاته، وبما فيهم البقرة! لذا تُقام احتفالات خاصّة للأبقار بشكل مستمر في أنحاء الهند المختلفة.
في المُقابل تنصّ الفيدا بشكل صريح على تنزيه الإله وتعظيمه على كل شيء، فقد ورد في الريج فيدا “أنا الله الموجود قبل كل شيء، وأنا المالك لكل العالم، وأنا المنعم الحقيقي والمختار الكل لجميع النعم، فينبغي لكل الأرواح أن تنادي للإعانة والإمداد”.
والمُسلم يؤمن أن كل شيء حولنا هو مسخّر لنا، قد خلقه الله عز وجل، يقول الله تعالى ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾.
بجانب البقرة، فالهندوسيّة تحارب الغريزة والشهوة عن طريق أن يذهب الإنسان إلى الخربات ليتعفّن جسده، ويقضي عمره متسوّلًا حتى يموت، فيتسوّل طعامه، ويرتدي قطعة قماش زعفرانية، ثم ينزوي عن العالم حتى يموت! وهذا بدوره سيؤدي إلى التقاعس والبطالة، أو أن يحرق جسده.
وقد عالج الإسلام أمر الشهوة بحكمة، فهو يعترف بها، وبها تتكوّن الأسرة وتُؤسس المجتمعات، وتُبنى الحياة، ولكنّه عالجها ووضعها في مجاريها الطبيعية، فحضّ على الزواج، وغض البصر، وتقوى الله عز وجل في السر والعلن، وإذا ضعف الإنسان فأمامه باب التوبة مفتوح.
الفكرة من كتاب الهندوسيّة في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة: سؤال وجواب
كثيرًا ما نسمع عبارات مثل “الهندوس يعبدون البقر”، أو “الهندوس يعتقدون بعودة الروح مرّة أخرى في جسد آخر” وغيرها من الجُمل التي ترتبط بالهندوسيّة، فما مدى صحّة هذه العبارات؟ وإن كانت صحيحة فما تفسير ذلك؟ وكيف يُمكننا إقامة الحُجّة عليها؟ وهل هندوسيّة اليوم هي الهندوسيّة القديمة؟
يُشكّل أتباع الهندوسيّة نحو 15% من سُكّان العالم، ويتمركزون في دولة الهند، ويمكننا تقسيم الهندوسيّة إلى: هندوسيّة الفيدا، والهندوسيّة المُعاصرة، وسيُبيّن كتابنا الفرق بينهما، ويشرح ما وزن العقائد الهندوسية في الميزان العقلي، والعلمي، والشرعي الإسلامي.
مؤلف كتاب الهندوسيّة في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة: سؤال وجواب
هيثم طلعت: باحث وداعية مصري وُلد عام 1981م، حصل على البكالوريوس في الطب والجراحة في جامعة أسيوط، اشتهر بنقده للإلحاد، ونظرية التطوّر، وغيرها من القضايا المُعاصرة، له عدد من المؤلفات، منها: كهنة الإلحاد الجديد، الإلحاد الروحي وخطره على العقيدة والعقل، موسوعة الرد على الملحدين العرب.