لماذا خلق الله الأحزان؟
لماذا خلق الله الأحزان؟
هل تساءلت يومًا لماذا خلق الله الأحزان؟ ولماذا كُتب علينا البكاء؟ للأحزان التي تُصيب المسلم أربع فوائد؛ الفائدة الأولى هي أن الأحزان تكفِّر الخطايا والذنوب، وقد قال الله جل شأنه: ﴿فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ﴾، وأثابكم يعني أعطاكم بالغم ثوابًا وأجرًا، والفائدة الثانية هي أن الأحزان تجعلنا نلجأ إلى الله وحده وندعوه، لأن الحزن والضحك بيد الله، وقد قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ﴾، والفائدة الثالثة هي أن الحزن يجعلنا نشعر بنعمة الضحك والسعادة، فعندما تداعب طفلاً صغيرًا فيبستم عليك أن تدرك أن الله (عز وجل) هو الذي أذن له في الضحك، والفائدة الرابعة هي أن أحزان الدنيا تجعلنا نشتاق إلى أفراح الآخرة، ويقول أصحاب الجنة: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾.
وكثرة الإنجاز تهزم الأحزان، فعند سؤال عديد من الفتيات عن الأيام التي تزيد فيها أحزانهُن، أجبن في اليوم قليل الإنجاز، ولذا فمن الجميل أن يكون لكل فتاة قائمة بالإنجازات البسيطة والسهلة التي يمكن تنفيذها في أوقات الفراغ، وأفضل الإنجازات هي تلك التي تستطيع الفتاة المداومة عليها، مثل التعوُّد على كثرة الصلاة على النبي (ﷺ)، فيكون لها أثر كبير وثواب عظيم، وقد قال رسول الله (ﷺ): «وطيبُ النفسِ منَ النعيمِ»، وطيب النفس يعني الهدوء، والرضا بما قسمه الله، والتنافس على الدنيا هو أكثر شيء يحرم الإنسان من طيب النفس.
وتقول إحدى الفتيات إن سر سعادتها في الدنيا أنها لا تتنافس مع أحد، لأن للكل رزقه الذي حدَّده له الله تعالى، ولن يأخذ رزق غيره، بينما الفتاة كثيرة التنافس على الدنيا فيمتلئ قلبها بالحزن، وتُحرَم من لذة الشعور بأي إنجاز تقوم به، ولقد روى الإمام مسلم عن النبي (ﷺ): «تتَنافسونَ، ثمَّ تَتحاسدونَ، ثمَّ تَتدابرونَ، ثمَّ تَتباغضونَ»، وهنا يخبرنا رسول الله (ﷺ) أن التنافس في الدنيا يؤدي إلى التباغض، وعلى العكس فإن التنافس في طاعة الله يزيد المحبة، ولا يجعل المؤمن يحقد على أحد لأنه سبقه في محبة الله، بل يتنافس معه بكل محبة وإخاء.
الفكرة من كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
يمكن للحزن أن يدمر الفتاة لأنه يزيدها ضعفًا على ضعف، ولذا من واجبنا الاجتهاد لتخفيف الأحزان عن قلوب الفتيات، وكل فتاة بداخلها طاقة قوية جدًّا، وهبها الله تعالى إياها، كي تستطيع مقاومة أحزان الحياة وهزيمتها، وجُل ما تحتاجه لاستخدام هذه الطاقة هو الوثوق بالله تعالى، وعدم الاستسلام لأحزانها، فكل فتاة قوية بالقدر الذي يؤهلها لهزيمة أحزانها بإذن الله.
وبداخل هذا الكتاب ستجدين عزيزتي الفتاة عددًا من القصص لفتيات كُنَّ يعانين الحزن، وكيف قاومنه وانتصرن عليه، كما ستجدين عشرات الأفكار الإبداعية التي تساعد أي فتاة على مقاومة أحزانها، والتغلب عليها، وسيكون هذا الكتاب عونًا لكل الفتيات ليتجَاوزن أحزانهنَّ، وسببًا في إدخال السرور على قلوبهن، فهن اللائي أوصانا بهن رسول الله حين قال: “رفقًا بالقوارير”، وهذا الكتاب ليس فقط للفتيات، بل للآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات.
مؤلف كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة، ومن مؤلفاته: “من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، و”بكاء أطفالنا متى ينتهي”، و”تربية العظماء”.
هدى سعيد بهلول: خبيرة تربوية، شاركت الدكتور “عبدالله محمد عبدالمعطي” في كتابة كتابين، وهما: “الفتاة لمن تشكو أحزانها؟”، و”مذكرات أحزان الفتيات”.