لماذا تحزن البنت أكثر من الولد؟
لماذا تحزن البنت أكثر من الولد؟
إن أحزان الفتيات أكثر من أحزان الفتيان لعدة أسباب، أولها أن البنت بطبيعتها عاطفية أكثر من الولد، فتتأثر بالنظرة، والبسمة، والكلمة، وهذا يزيد من أحزانها، وهذه العواطف ليست عيبًا فيها، ولكنها ميزة كبيرة فطر الله المرأة عليها، لتكون أختًا وزوجة وابنة، وتستطيع بناء بيت يملؤه الحب والمودة، وتعوِّض نقص الرجال من العاطفة.
وثانيها الدورة الشهرية، حيث تمر أغلب الفتيات بما يُعرف بحزن ما قبل الدورة الشهرية، وهي أعراض طبيعية جدًّا، وتشمل القلق والضيق والتعصُّب لأتفه الأسباب، ولذا يجب على الوالدين وبخاصةٍ الأم طمأنة ابنتها، وإخبارها بأن ما تمر به يحدث لجميع الفتيات، فهو شيء كتبه الله على بنات حواء، وهناك من تخاف من أن عدم صلاتها، أو صيامها يحرمها من الثواب، ولكن رسول الله (ﷺ) قال: «إذا مرضَ العبدُ أو سافرَ كُتبَ لَهُ من العملِ ما كانَ يعملُهُ وَهوَ صحيحٌ مقيمٌ»، ويمكن للفتاة التغلُّب على أحزان الدورة الشهرية عن طريق القيام ببعض العبادات “البديلة” التي تحبها، ولا تترك وقتها فارغًا ينفذ منه الشيطان إليها.
وثالث الأسباب أن الفتاة أغلب الوقت تكون أسيرة في منزلها، وهذه مسألة يجب أن تكون واضحة في عقول الفتيات، فبقَاؤها في المنزل ليس حبسًا ولا قيدًا، وقد قال رسول الله في خطبة الوداع (ﷺ): «ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوانٍ عندكم»، ومن الجميل استخدام الرسول (ﷺ) لكلمة “استوصوا” وليس “أوصيكم”، فهي أعلى درجة من “أوصيكم”، وكلمة “عوانٍ” معناها “أسيرات”، وهذا لا يعني أن الرسول (ﷺ) يُوصي بحبس المرأة، ولكنه يصف الواقع، ويشفق عليهن، ويُوصي بهن الرجال خيرًا، وقد كانت في “المدينة المنورة” أماكن مخصَّصة تلعب فيها الفتيات من جميع الأعمار، وذُكِر ذلك على لسان “السيدة عائشة” (رضى الله عنها).
ورابع الأسباب هي أن البنت أضعف من الولد، فلقد وصف رسول الله (ﷺ) المرأة بأنها ضعيفة، وهذه شهادة تفتخر بها أي امرأة مسلمة، لأنها رغم ضعفها تتحمَّل كثيرًا من المهام الأسرية والدراسية، وتتفوَّق على ضعفها فتصبر على صعاب الحياة، وتحقِّق إنجازات يعجز عنها الرجال.
الفكرة من كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
يمكن للحزن أن يدمر الفتاة لأنه يزيدها ضعفًا على ضعف، ولذا من واجبنا الاجتهاد لتخفيف الأحزان عن قلوب الفتيات، وكل فتاة بداخلها طاقة قوية جدًّا، وهبها الله تعالى إياها، كي تستطيع مقاومة أحزان الحياة وهزيمتها، وجُل ما تحتاجه لاستخدام هذه الطاقة هو الوثوق بالله تعالى، وعدم الاستسلام لأحزانها، فكل فتاة قوية بالقدر الذي يؤهلها لهزيمة أحزانها بإذن الله.
وبداخل هذا الكتاب ستجدين عزيزتي الفتاة عددًا من القصص لفتيات كُنَّ يعانين الحزن، وكيف قاومنه وانتصرن عليه، كما ستجدين عشرات الأفكار الإبداعية التي تساعد أي فتاة على مقاومة أحزانها، والتغلب عليها، وسيكون هذا الكتاب عونًا لكل الفتيات ليتجَاوزن أحزانهنَّ، وسببًا في إدخال السرور على قلوبهن، فهن اللائي أوصانا بهن رسول الله حين قال: “رفقًا بالقوارير”، وهذا الكتاب ليس فقط للفتيات، بل للآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات.
مؤلف كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة، ومن مؤلفاته: “من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، و”بكاء أطفالنا متى ينتهي”، و”تربية العظماء”.
هدى سعيد بهلول: خبيرة تربوية، شاركت الدكتور “عبدالله محمد عبدالمعطي” في كتابة كتابين، وهما: “الفتاة لمن تشكو أحزانها؟”، و”مذكرات أحزان الفتيات”.