لماذا التنوع وكيف؟
لماذا التنوع وكيف؟
تكمن أهمية اعتماد التنوع في التفكير والتفاعل مع العالم المحيط في كونها تتجاوز أطروحة الترف الزائد عن الحاجة إلى إيجاد حلول فاعلة خصوصًا في عصرنا الحالي السريع التكيف والكثير التبدل، فبحكم ضربات التحديث المتعاقبة التي تتوالى على جوانب حياتنا الاجتماعية والمهنية والشخصية محدثة فروقات واختلافات جذرية تلامس كل جوانب هذه الحياة المتباينة وتسطو عليها مؤثرة ومتأثرة، يعد اعتماد التنوع كميزة مهنية وشخصية صك ضمان لكل منتبه لطبيعة واقع الحياة اليوم وموطن قدم ثابت في هذا التدافع التنافسي الجارف توقعاته.
وتقدم الثقافة في هذا الصدد دروسًا مهمة في كونها قادرة على فك شفرات هذه اللغة العصرية الجديدة بشأن ما تقدمه من تنوع وزخم، إذ يساعدنا التنوع الثقافي على فهم هذه الاختلافات وكم التحديات المترتبة عليها لملاءمة هذه الفروق والتوفيق بينها.
ووظيفة التنوع بهذا الوصف تنويرية تجديدية بالمعنى الحرفي، فهو يواظب على تطوير نفسه بنفسه مضيفًا إلى الذات وما حولها قيمًا جديدة خلاقة، مخرجًا الفكر من منزلق الهروب عند كل مأزق كما تفعل النعامة بدس رأسها في التراب، مستثمرًا الأجواء التي توفرها هذه البيئة المتنوعة من دعم للتفكير الإيجابي والخروج من عنق الزجاجة والتعامل مع هذه الظروف الراهنة باعتبارها أوضاعًا مؤقتة عابرة يمر الفكر من خلالها بمرحلة رصد وافتراض تدعم التوجه إلى الأمام بعزيمة وإصرار نحو مغامرة جديدة تستحق التجربة والمجازفة أكثر من المراهنة على احتمالية نجاحنا في التنفس تحت الأنقاض.
الفكرة من كتاب أخرج رأسك من الرمل
تلجأ النعامة إلى وضع رأسها في الرمل هروبًا من أي خطب قائم يهددها وتعجز عن مجابهته، وهي سياسة تتبعها لضعف تتوهمه في قدرتها على المواجهة والخوف من رفع رأسها بحثًا عن مخارج بديلة قد توفر لها فرص النجاة، بينما نتميز على النعامة بنعمة التفكير التي تقتضي التأمل والبحث والترجيح، إذ إن هذه هي أخص خصائص البشرية التي جبلت عليها أذهاننا وتفتقت بها عقولنا، موجهة باب مداركنا إلى التحليل والتركيب والتفكير، توصلًا إلى إجراءات الوقاية وسبل النجاة، وفي عالم سريع التغير أحوج ما نحتاج إليه على صعيد التطوير الذاتي لعقولنا اعتماد سياسة التنوع مبدأً أساسيًّا للتفكير والتحليل، من خلال إدارة علاقتنا بالواقع وما يقع فيه بطريقة متوازنة واعية، تحل مشكلاته وتضفي على هذه الطريقة روح الانفتاح والمرونة موقدة فتيل الانخراط والدافعية.
مؤلف كتاب أخرج رأسك من الرمل
الدكتورة “آمي.اس.تولبرت”
مدربة ومستشارة في مجالات المصادر البشرية وتطوير المؤسسات، ومديرة مؤسسة التغيير الإبداعي الفعال التابعة لمجموعة “ECCO العالمية” المهتمة بنشر مفهوم مميز للروح والمحافظة على الاستمرار والديمومة.
حاصلة على شهادة الدكتوراه في تنمية الموارد البشرية، وتخصصت في ثقافة التنوع والمثاقفة والتدريب عليهما من جامعة مينيسوتا.
إضافة إلى أنها عملت بالتدريب في مجالات التعليم الإلكتروني وتصميم العمل التلفزيوني وإنتاجه والعروض المغرية ومهارات الاتصال والإدارة والتحفيز والقيادة.
معلومات عن المترجم:
ترجمة “منار الشهابي” من أعمالها:
الإبادة الثقافية.
التقرير التعذيب “وثائق برنامج التعذيب الأمريكي بعد 11 سبتمبر”