المحتويات
للموت نوعان!
هل موارد المسلمين قليلة أو منعدمة لدرجة تؤخِّرهم عن عَون ونجدة إخوانهم وتجعلهم في آخر القائمة مقارنةً بالغرب؟ بالطبع لا، بل إن لدى المسلمين من الموارد البشرية والطبيعية ما بلغوا به الغاية أيام عزهم ومجدهم وبهروا به الأمم في ميادين العمارة والعلوم ونحوها، لكنهم اليوم بخلوا بما عندهم ظنًّا منهم بأنه لا مجال ولا مقارنة لهم مع الغرب ولا وسيلة للتقدم عليهم بأي شكلٍ كان.
حدثت في عام ١٩٢ وقائع دموية في فلسطين بين العرب والصهاينة، فأُصيب البعض من كلا الفريقين، ليَهُبَّ اليهود في سائر أنحاء العالم لنجدة إخوانهم، والعرب أيضًا بدأوا بجمع التبرعات فانظر إلى تبرعات اليهود، فقد بلغت وقتها مليون جنيه في حين أن تبرُّعات المسلمين بلغت وقتها ثلاثة عشر ألف جنيه!
وهل البخل يكون في المال فقط! هناك البخل بالنفس أيضًا، وهو الذي يُفضي إلى خيانة الأمم بالتعاون مع أعدائها حفاظًا وخوفًا على النفس وخوفًا من بطش العدو، فإنَّ الموت موتان كما يقول الكاتب؛ موتٌ لأجل الحياة، وهو الموت الذي حرَّض وحثَّ عليه القرآن المسلمين تجاه عدوهم، والموت الثاني هو موتٌ لأجل استمرار الموت، وهو الذي يموته المسلم الخائن الخادم للعدو المستولي على بلاده.
الفكرة من كتاب لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
إذا مرَّت على المسلمين أزمنة وأوقات أقرب ما تكون إلى الفوضى والفساد وأشد حاجةً إلى الإصلاح والنهضة، فقد مرت عليهم أيضًا أزمنة سادوا فيها الأمم، وقادوا الركب نحو العلم والنهضة والعمران، لكنهم عندما تخلَّوا عن الأخذ بأسباب النصر والتمكين وشحُّوا بأنفسهم وأموالهم عن نهضة الأمة وصلوا إلى ما وصلوا إليه.
عن المسلمين والغرب وأسباب التقدم والتخلف وعن أمم العالم قديمًا وحديثًا وعن قيمة اللغة والدين والثقافة في النهضة، يطرق الكاتب هذه الأبواب طرقًا عنيفًا متحسِّرًا وكاشفًا للحقائق استنهاضًا للهمم والعزائم.
مؤلف كتاب لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
شكيب أرسلان: كاتب وأديب ومفكر عربي لبناني، ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1869 وتوفي في التاسع من ديسمبر عام 1946.
كان يُجيد اللغات العربية والتركية والفرنسية والألمانية، والتقى العديد من المفكرين والأدباء خلال سفراته العديدة مثل جمال الدين الأفغاني وأحمد شوقي. اشتُهِر بلقب أمير البيان بسبب كونه أديبًا وشاعرًا بالإضافة إلى كونه سياسيًّا.
من أهم مؤلفاته:
عروة الاتحاد.
الحلل السندسية.
الارتسامات اللطاف.
تاريخ غزوات العرب.
الموضوع التالي
