للمهاتفة آداب
للمهاتفة آداب
يعتبر الهاتف اليوم كوسيلة من وسائل المحادثة والتواصل ومراعاة آدابه من الأمور التي ينبغي أن تطرح بشكل أكبر وأوسع، فقد يظن البعض أن سهولة الوصول التي يوفرها الهاتف تتيح لنا التبسُّط في المحادثات وتبرِّر التجاوزات التي قد تقع أثناء الاتصال فقط لأنه الأمر هاتفي غير مباشر، وهذا غير صحيح، إذ إن للتواصل عبر الهاتف شروطًا وأخلاقياتٍ لا يصحُّ تجاوزها لمجرد أننا نقف وراء سماعة الهاتف.
والحدود والضوابط في هذا الباب كثيرة، ينبغي للمتصل أن يلتزم بها وأولها مراعاة توقيت الاتصال، وتجنُّب الاتصال في الأوقات المنهي عنها وقت الظهيرة عند النوم، أيضًا ينبغي تجنُّب معاودة الاتصال بكثرة والإلحاح في ذلك في حالة عدم تلقي الرد لأن هذا فيه مضايقة وإزعاج ويدخل في حكم قوله تعالى: ﴿وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ﴾.
ومن الآداب الهاتفية أيضًا إلقاء التحية وابتداء المكالمة بالسلام، وتجنُّب التمويه أو التلبيس على المتصل به بتعمُّد الصمت أو عدم البدء بالسلام أو تغير الصوت أو إخفاء الاسم عند المهاتفة لأن هذا من أساليب الخداع والمكر التي لا تليق بمسلم.
كما يعتبر تسجيل المكالمات دون إذن أو رضى من الطرف المقابل من الدناءة الأخلاقية وقلة أمانة، وتدخل ضمن التعدِّي على حقوق الغير وانتهاء خصوصياتهم، ومن الأفعال المشينة كذلك نقل الأخبار الكاذبة عبر الهاتف للتخويف أو حتى المزاح، واستباحة أرقام الناس ونشرها بين الشباب للمعاكسات أو المضايقات، وهذا يعتبر من نواقض الأمانة كذلك، ويعتبر الخضوع في القول بالنسبة للمرأة في الهاتف من المحظورات التي قد توقعها في الإثم وتجعلها عرضة للاستغلال والابتزاز.
الفكرة من كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
للمجالس والمحادثات آداب وحدود وحقوق وواجبات قد يجهل معظمنا الكثير منها، هل فكرت يومًا في الجدوى من مشاركتك في نقاش أو مجلس ما؟
أم هل تساءلت مرة عن حدود الكلام التي لا ينبغي لك تجاوزها وأنت تتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين؟ أين تجلس ومتى تسكت وكيف تكون مستمعًا جيدًا؟
في هذا الكتاب ستجد مجموعة من التوجيهات والضوابط والتحذيرات التي يمكن أن تساعدك على الاستزادة من الأدب والتحلِّي بالحلم والتخلُّق بالأخلاق القويمة في حديثك ومجلسك.
مؤلف كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
هو محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، من مواليد مدينة الرياض، درس الابتدائية والمتوسط والثانوية في الرياض وتخرج في قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتحق بعدها بقسم العقيدة في الجامعة الإسلامية في أم درمان بالسودان، ثم حصل على الماجستير في كتاب “الإيمان بالقضاء والقدر”، والدكتوراه في كتاب “القصيدة التائية” لابن تيمية (رحمه الله).
ومن مؤلفاته العلمية:
التوبة وظيفة العمر.
مختصر عقيدة أهل السنة والجماعة.
الإيمان بالله.
لا إله إلا الله، معناها، أركانها، فضائلها، شروطها.