للمرأة لغة سرية والرجل أخرس!
للمرأة لغة سرية والرجل أخرس!
لو تأمَّلنا الاختلافات بين الرجل والمرأة حتى أوقات الغضب التي ينعزل فيها الرجل وتجري المرأة لتخبر البشرية كلها بما تشعر، وحتى أنها تعطي بلا انتظار للمقابل وهو يريد مقابلًا لكل شيء، لو فهمنا هذه الاختلافات لزادت مساحة التقبُّل بيننا، ولتمهَّلنا أكثر في إطلاق كلٍّ منهما الأحكام على الآخر، فمن المشكلات الكبيرة بين الرجل والمرأة أن أحدهما لا يفهم الآخر فيتجه فورًا للحكم عليه، ولهذا نحاول الآن فك الشفرات والتعرف على الطرف الآخر ولغته التي يتحدث بها.
تجد المرأة تشتكي من قلة اهتمامك بها ومن قلة التعبير عن الحب، فتتهمها بالجحود وعدم التقدير لمجهوداتك، وفي الحقيقة هي تقدر لك كل شيء لكنها تلجأ إلى المجاز والمبالغة في كل كلامها، فعندما تخبرك أنك لا تهتم هي تقول لك إنها تحتاج إلى اهتمامك الآن! فلا تترجمه أنها تجحد مجهوداتك وترد بغضب، هي تطلب منك بعض الرفق لكن لغتها ليست واضحة، وتحتاج فقط إلى حفظ القاموس الخاص بها لتتعامل معها بسهولة، فالحب ليس فقط الكلام الذي يحرِّك قلوبنا، ولكن يمكننا أن نقول: “أحبك” حين لا يسيء أحدنا فهم الآخر، فلو قالت لك إنها تعيش في فوضى، فهي فقط تخبرك أنها تبذل مجهودًا كبيرًا وتحتاج منك دعمها ومساندتها، ولا تحتاج منك توبيخها ولا التقليل من دورها بدعوى أن كل البيوت مثلنا!
احذر من الترجمة الحرفية لكلام المرأة واسألها دائمًا عما تقصد، وهي أيضًا يجب أن تدرك أن الرجل صامت معظم الوقت وهذا ليس زهدًا فيها، هي لا تصمت إلا عندما تكره الشخص أو تغضب منه، فتفسر صمته أنه عدم رغبة فيها، بينما يفسر الرجل الصمت أنه حكمة وتفكير، بينما هي لا تفكر إلا عندما تتكلم، وعندما يواجه مشكلة يحتاج إلى الهدوء والصمت ليحلها، وهي تفسر صمته هروبًا من المسؤولية.
وإيماننا باختلاف كل منا عن الآخر سيجعلنا نقدِّر لحظات الصمت، ونتبادل الدعم بالأسلوب المناسب لكل شخص ولا نعامل الآخرين بما نحتاج، بل بما يصلح معهم، ونخبرهم بوضوح عن الطريقة التي يجب أن يعاملونا بها.
الفكرة من كتاب لغات الحب
في الرحلة المرهقة للبحث عن السعادة تعرف في النهاية أن الأسرة هي أكبر عامل مؤثر في سعادتك أو تعاستك، ومصرف لطاقة الحب بداخلك، وطاقة العطاء لأبنائك، وطاقة الحب بلا سبب من شريك حياتك، والاحتياج واللجوء إلى الأب أو الأم عند الشعور بالضياع، فكل الاحتياجات النفسية تستطيع تلبيتها في الأسرة، هنا ستجد الدعم في لحظات الضعف والإحباط، وهنا ستجد الأمان، هنا ستشارك نجاحك وفشلك.
ولكن هناك مشاكل تجعلنا لا نستطيع فهم بعضنا بعضًا، ولا نعبِّر عن مشاعرنا بالشكل الصحيح، ومن هنا يأخذنا الكاتب ليشرح لنا كيف نفهم ونتحدث مع من نحبهم بالشكل المناسب لهم ولنا لنحافظ على بناء علاقات صحية متفاهمة سواء كانت في إطار الأسرة أو خارجها.
مؤلف كتاب لغات الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
تُرجِمت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار “أجيال” للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحضر ضيفًا في كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”.