للحديث بقية
للحديث بقية
أسباب الاكتئاب قوية وكثيرة، منها أيضًا: فقدان المكانة والاحترام، فعندما تفقد مكانتك بين الناس يكون ذلك سببًا كافيًا لإصابتك بالاكتئاب، كما أن الخوف الدائم من فقدان موقعك يجعلك أكثر عرضة للكآبة، وذلك بسبب اتساع الفجوة في المجتمع والتفاوت الكبير من حيث الدخل والموقع، كما أنه مع انتشار العمران الضخم وصعوبة رؤية الطبيعة انفصلنا عنها، وهذا جعلنا في عزلة، ما زاد من كآبتنا، ومن المعروف أن جميع الاضطرابات النفسية تكون أشد سوءًا في المدن مما قد تكون عليه في الأرياف، فقد ولدنا لنتعايش مع الطبيعة وليس لننعزل عنها، وعندما تقف وجهًا لوجه أمام المشهد الطبيعي، تشعر أنك وكل همومك في منتهى الصغر أمام سعة الكون وعظمته، ومن شأن هذا الشعور أن يقلِّص من أنانيتك وشعورك بالاكتئاب، ولأن من الصعب جدًّا أن يكون الاتصال مع الطبيعة تجارة مربحة لشركات الأدوية لا تجدهم يذكرون قدرة الطبيعية على التخفيف من حدَّة الاكتئاب.
والأشخاص المصابون بالاكتئاب يُصبحون منفصلين عن الإحساس بمعنى المستقبل، وهذا يقودنا إلى أحد أسباب الاكتئاب، ألا وهو الانفصال عن المستقبل الواعد والآمن، كما أن فقدان الرؤية المستقبلية هو السبب في ارتفاع حوادث الانتحار، ومن شأن التصوُّر الإيجابي للمستقبل أن يقلل كآبتك، ويظهر ذلك عندما تعيش حياةً لا تعرف كيف سيكون يومك غدًا، كأن تعمل في وظيفة تكون مهددًا بالطرد منها يوميًّا، وليس لديك مصدر دخل سواها، وبالتالي تفقد قدرتك على التخطيط للمستقبل لأنك ربما تكون من دون مصدر دخل فيه.
ورغم أن الجينات تُعدُّ من أسباب الاكتئاب فإنها ليست سببًا قويًّا، فإن ولدت وأنت تحمل الجين الذي يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالكآبة والمسمى “5-HTT”، فهذا لا يعني أنك ستصاب بالاكتئاب لمجرد وجوده، بل يشترط وجود بيئة مناسبة لتصبح مكتئبًا، فإن لم تمر بتجارب صادمة قاسية فإنك حتى ولو كانت لديك الجينات المتعلِّقة بالاكتئاب، لن تكون معرضًا للإصابة به أكثر من غيرك، فهي تزيد من مقدار استعدادك ولكنها ليست بدورها سببًا للكآبة، كما أن التغييرات الكيميائية في الدماغ ليست سببًا للكآبة، فدماغك يمتاز بمرونته العصبية، وهي ما تحدِّد ما سيكون عليه شكل دماغك، ولأن دماغك يتغيَّر بشكل دائم، فإن المرونة العصبية بالتالي لا تتوقَّف، فشعورك بالوحدة أو بالعزلة أمر يغيِّر من دماغك، ولكن إعادة التواصل والمرونة العصبية قادرة على إعادة دماغك إلى حالته الأصلية.
الفكرة من كتاب إخفاق التواصل.. كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وكيف نجد الأمل
منذ زمنٍ طويل ونحن يتم دفعنا بأسلوب منهجي إلى الأخذ بمعلومات غير دقيقة حول حقيقة الاكتئاب والقلق النفسي، ولذا جاء إليك هذا الكتاب ليساعدك على اكتشاف الأسباب الحقيقية التي تدفعنا إلى الوقوع في حالات الاكتئاب والقلق النفسي الشديد، واكتشاف السبل المؤدية إلى التخلُّص منهما، فقد عانى كاتبنا من الاكتئاب طوال حياته، بل وظل يتناول أدوية الاكتئاب لثلاثة عشر عامًا، ومع ذلك لم يتخلَّص منه، فهيا بنا لننطلق في رحلة جديدة ممتعة ستكون أنت فيها قائد نفسك لتُحدِّد الصواب من الخطأ.
منذ زمنٍ طويل ونحن يتم دفعنا بأسلوب منهجي إلى الأخذ بمعلومات غير دقيقة حول حقيقة الاكتئاب والقلق النفسي، ولذا جاء إليك هذا الكتاب ليساعدك على اكتشاف الأسباب الحقيقية التي تدفعنا إلى الوقوع في حالات الاكتئاب والقلق النفسي الشديد، واكتشاف السبل المؤدية إلى التخلُّص منهما، فقد عانى كاتبنا من الاكتئاب طوال حياته، بل وظل يتناول أدوية الاكتئاب لثلاثة عشر عامًا، ومع ذلك لم يتخلَّص منه، فهيا بنا لننطلق في رحلة جديدة ممتعة ستكون أنت فيها قائد نفسك لتُحدِّد الصواب من الخطأ.
مؤلف كتاب إخفاق التواصل.. كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وكيف نجد الأمل
يوهان هاري: صحفي وكاتب بريطاني سويسري، كتب للعديد من الجرائد والصحف العالمية مثل: “نيويورك تايمز” و”لوس أنجلوس تايمز”، ويتحدَّث بصورة منتظمة في أشهر البرامج الحوارية، كما حصل على العديد من الجوائز مثل: “صحافي الجريدة لمدة عامين من منظمة Amnesty”، ولديه العديد من الكتب التي تدور حول موضوعات الاكتئاب، والحرب على المخدرات، والنظام الملكي، وقدم أيضًا العديد من المحادثات حول مواضيع الإدمان، والاكتئاب والقلق على منصة TED.
ومن أبرز أعماله:
God Save the Queen?
Chasing the Scream.
Stolen Focus.
معلومات عن المترجمة:
آمال الحلبي: مترجمة قامت بترجمة عمل آخر، إضافةً إلى هذا الكتاب بعنوان “حدِّثهم عن المعارك وعن الملوك وعن الفيلة”.