لكِ
أولى القواعد التي يجب عليكِ اتِّباعُها هي أن تسترخي أثناء سير رحلة التعلُّم خاصتكما، سيري على خطوات طفلك، ولا تندفعي، وثقي بطِفلك، وثانية هذه القواعِد هي أن تفوِّضي غيرك، لا بأس أن يُساعد ابنكِ الكبير أخاه الصغير، على سبيل المثال، في مراجعة التهجئة أو القراءة، لا بأس أن يقوم غيرك بالمساعدة، ذلك لأن التعلُّم المنزلي عمليَّة جماعية، تحتاج إلى جُهد مُتضامِن من جميع الأسرة، وثالثة القواعِد هي تحسين ذاكرتك؛ حاولي استخدام بعض التقنيات الفنيَّة في تحسين ذاكرتك، كاستخدام القوافي، والجمل، والمُخطَّطات، والنصيحة الذهبية المهمة التالية هي الاستعانة بالله، حين ينتابكِ الشعور بالتشتُّت، وبعض التيه، وربما الإحباط، استعيني بالله، واستسلمي له، واذكريه في رحلة تعليمكِ لأطفالِك، كما هناك أيضًا العديد من المهارات التي يجب أن تحاولي التحلِّي بها، أولاها مهارة التواصل، إذ إن ابنكِ يحتاج إلى الحب والتشجيع المستمرين، حتى يكتسب الدَّافعيَّة للتعلُّم، استخدمي أيضًا النقد البنَّاء، أي حاولي تقديم تفسير أو سبب لهذا الرفض، أو الخطأ الحاصل، وتجنَّبي تمامًا إحراجه أو جرح مشاعره، وامدحي قبل أن تنتقدي، استخدمي تقنية الساندوتش، أي امدحي ثم صحِّحي الخطأ ثم امدحي، ولا تُقارِني، لأن طفلكِ مختلف تمامًا حتى عن إخوته، وكرِّري تنبيهاتك، واجعليه بنفسه يكرِّر التنبيهات والمُلاحظات حتى لا يشعر بالإحباط الدائم من تكرار الأخطاء، ومن جوانب إظهار الاهتمام هو أن تنتبهي لطفلِك، أعطهِ جزءًا من وقتك دون تشتُّت، وانتبهي لكلامِه حين يُعبِّر عن نفسه، حتى لو خمَّنتِ ما سيقول، اتركي له مساحة حرية للتعبير والحديث، احتفي بالإيجابيات، واجعلي عملية التواصل واضحة، وبيِّني توجيهاتك، وتجاهلي اللاءات، أي تجنَّبي الأمر بالنهي، فلا تقولي له على سبيل المثال: “لا تجرِ”، بل قولي “سِر”، أيضًا احرصي على استخدام التشجيع، ولا تستخدمي المدح المُطلق، ركِّزي على الجهد، واحتوي الخطأ، لأن الخطأ عاملٌ مهم من عوامل التعليم، ووسيلة تعلُّم عميقة الأثر، ختامًا وأهم شيء أن تجعلي وقتًا لنفسِك، وأعيدي اكتشاف ذاتِك، فكما تسعين في مساعدة أبنائك على اكتشاف أحلامهم ورغباتهم، ولكي تكوني قُدوَة يجب عليكِ في المقام الأوَّل تحقيق أحلامكِ ورغباتِك، حدِّديها واسعَي إلى تحقيقها في سبيل استقرارك النفسي، واستمتعي بالرحلة.
الفكرة من كتاب ببساطة نحو يوم دراسي منزلي أقصر وأسعد
في رحلة التعليم المنزلي يقع على عاتق الأُم الكثير من المهام التي تجعل منها مسؤولية كبيرة، تحتاجُ فيها إلى الإرشاد والعَون، وهذا الكتاب مكوَّن من مائة نصيحة مجرَّبة من أُم لأربعةِ أطفال، وعملت في التعليم المنزلي لمدة خمسة عشر عامًا مستمرَّة، لذا فهو خلاصة عميقة لتجربة واسعة وكبيرة.
مؤلف كتاب ببساطة نحو يوم دراسي منزلي أقصر وأسعد
تامارا شيلفر: أُم معلمة منزليًّا، مُعلِّمة ومُنسِّقة للمناهج التعليميَّة، ومُعدَّة لبرامج تلفزيونية تعليمية، حصلت على الماجستير في المناهج التعليمية الأساسية.
عدَّة مترجمين متطوِّعين، وهم: يسرا جلال، نهى إبراهيم، إبراهيم محمد، إسماعيل محجوب، أمل ياسين.