لكل داء دواء
لكل داء دواء
يُعدُّ قلة الحياء التي انتشر في المجتمع بأكمله داء، وواجب علينا أن نجد له علاجًا للتخلص منه، وفي ذلك حفاظًا على المجتمع المسلم، ومن علاج قلة الحياء: العلاج الإيماني وهو أعظمها، فمن تأمل تاريخ الصحابيات وجد رادعهن الإيماني أمام كل فحش لعلمَ تأثير الإيمان في قلب المسلمة، فهو مانع حصين لها من كل فحش وغرس قويم لسلوكها واتزان خُلقها وفعلها، وكذلك التربية السليمة القويمة فهي الأساس التي ينبني عليه خُلق الفتاة المسلمة من البيت والمدرسة والمجتمع، وأيضًا كثرة مخالطة النساء الحييات تُكسب الحياء مثل مخالطة الصالحين تُصلح الفاسد، وأيضًا القدوة الحسنة من الصحابيات والنساء الصالحات تحفظ وتشد من عون وتعلو من همة الفتاة أن تحفظ دينها وحياءها.
ومن العلاجات الناجحة أيضًا الدعوة بالرفق إلى أوامر الله ونواهيه، وفيها أمر بمعروف وهو التحلي بالحياء ونهي عن منكر وهو ترك الحياء، كما أن قوامة الرجل هي أكثر ما تُعزز حياء المرأة فقد يكون أباها أو أخاها أو زوجها، وجميعهم لهم أمرٌ عليها وقوامون عليها، فيراعون ملابسها وكلامها وخروجها، ولو اتفق المجتمع مع الإعلام في حملات إعلانية تنشر عن اللباس الشرعي للمرأة وزينتها وحيائها لعززت هذه الخصلة في المجتمع، وأن تكون القنوات الفضائية بلا إعلانات لنساء بملابس فاضحة أو أفلام وغيرها.
وأيضًا يجب مراعاة المرأة للضوابط الشرعية في خروجها من بيتها في ملابسها وحديثها مع الرجال، والاختلاط في الأسواق والشارع مع غض بصرها والحفاظ على نفسها من أماكن الترفيه السيئة، كل ذلك يزيد المرأة المسلمة حياءً وعلاجًا لو أُصيبت بقلة الحياء، ولا ينافيه أن تكون قوية في الحق والعمل والدعوة لله وتربية أبنائها وإعانة زوجها، فقد قال القاضي عياض: “والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياءً شرعيًّا بل هو عجزٌ ومهانةٌ، وإنما يُطلق عليه حياء لمشابهته للحياء الشرعي”.
الفكرة من كتاب حياء المرأة.. عصمة وأُنوثة وزينة
يقول رسول الله (ﷺ): “الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ”، فلم يخلُ مجتمع من إحدى القيم الأخلاقية مثل الحياء إلا وتشتت وتخلخلت القيم النفسية البشرية، وفي هذا الكتاب يعرض لنا الكاتب ماهية الحياء وأثره وأقوال الشرع فيه، وأهميته للمرأة وضوابطه، مخاطبًا المرأة المسلمة وإن كان خطاب الحياء لا يخلو من ذكر الرجل، لكنه خصص للمرأة أكثر لأنها القائمة على بناء جيل وتربيته، كما أنها عمود المجتمع ولبنة بنائه.
مؤلف كتاب حياء المرأة.. عصمة وأُنوثة وزينة
محمد موسى الشريف: كاتب وداعية إسلامي سعودي وإمام وأستاذ جامعي، ومتخصص في علم القرآن والسُنة، وباحث في التاريخ الإسلامي، وطيار مدني أيضًا، فقد تمكن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية، وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة.
له مؤلفات عديدة منها:
عجز الثقات.
أثر المرء في دنياه.
الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
حقوق آل البيت والصحابة على الأمة.