لقاء مشحون.. إلى النجوم
لقاء مشحون.. إلى النجوم
لن تجد هذا الخليط في أي مكان بالعالم، ففي قاعة واحدة في مؤتمر علمي ما بالهند، ستجد طاولة يدور فيها نقاش بين علماء أكاديميين، وطاولة أخرى يحتلها العلماء الشعبيون ويدور النقاش فيها عن طب الأعشاب ومصادر الطاقة الروحية، ربما من الغرابة أن نرى دولة كالهند تسمح بالكثير من الأفكار الحمقاء، لكن لنتخيل معًا سعة الآفاق التي يسيح فيها المهندسون والعلماء إذا كانت تلك هي حصة العلماء الزائفين، وما زال في أروقة المعامل والمختبرات الهندية بقية من خيال يُضفي على الصرامة العلمية بعضًا من الجاذبية، ففي حين يهرب الأطفال الأوربيون من ملل المقررات والواجبات الدراسية، تتمثل أحلام أطفال الهند بشكل أو بآخر في أن ينضموا إلى تلك الجامعات ويشاركوا أبطال المختبرات شاشات التلفاز وحديث العامة.
ولن يوجد علم أرحب من الفلك أو مكان أوسع من الفضاء لخيال الهنود، وعلاقة تلك البلاد بالفلك والنجوم قديمة وراسخة، لكن في هذا العصر استحوذت على هذه التكنولوجيا دول أخرى سبقت إلى الفضاء وأنزلت رجالها على سطح القمر، فالوجود في الفضاء الخارجي صك أساسي للانضمام إلى ركب الحضارة الحديثة، ولم يكن الأمر يسيرًا على الإطلاق، فعندما يتعلق الأمر بالطاقة النووية أو الفضاء الخارجي، تصبح كلمات مثل العلم المشترك من قبيل الدعابة، لقد قطعت الهند الطريق وحيدة منذ البداية، ومن عديد التجارب الفاشلة جمعت البلاد خبرتها الفضائية، لكن ببصمتها الخاصة، حيث يسيطر الزهد والتكاليف القليلة على كامل التفاصيل، فبميزانية ربما تجلب السخرية عند مقارنتها بناسا وأخواتها، استطاعت الهند تحقيق نتائج مرضية، ويبدو أنها لم تعد ترضى بالأقمار الصناعية وأقمار الاتصالات ولكن يحلق بها الخيال الآن إلى أحلام أبعد، حيث يذهب البشر إلى القمر والمريخ ويعودون مرة أخرى.
الفكرة من كتاب أمة من العباقرة: كيف تفرض العلوم الهندية هيمنتها على العالم؟
ظلت الهند ترزح طويلًا تحت ظلمات الجهل حتى انتهبتها يد الاستعمار، لكن العجيب أن أولئك الأسيويين يبرزون الآن في وادي السيليكون وفي شركات الغرب العملاقة، لا يكتفون بالمهام الروتينية ولا يهتمون كثيرًا بتلك المناصب التي يسعى إليها الجميع في أعلى الهرم، لقد خرج بعضهم من البلاد سعيًا إلى عيش أفضل، لكن الكثيرين لم تزل في أذهانهم تلك الصورة من بلاد تطلب منهم يد العون، يبدو أن عصر هجرة العقول على وشك النهاية، وها هي خيالات جديدة تبزغ في الأراضي الهندية، عيون تتطلع إلى القوى العظمى في العالم وتطمح إلى ريادة الواقع بعد أن ملكوا الخيال لقرون.
مؤلف كتاب أمة من العباقرة: كيف تفرض العلوم الهندية هيمنتها على العالم؟
أنجيلا سايني: صحفية ومذيعة وكاتبة بريطانية، وُلدت بلندن عام 1980، درست أنجيلا الهندسة الميكانيكية بجامعة أكسفورد، حيث حصلت على درجة الماجستير، كما عملت كاتبة متخصصة في العلوم والتقنية، ونشرت العديد من أعمالها في مجلات بي بي سي، والجارديان وإيكونوميست، من أعمالها
Inferior: How Science Got Women Wrong—and the New Research That’s Rewriting the Story
The Patriarchs: The Origins of Inequality
Superior: The Return of Race Science
معلومات عن المترجم:
طارق راشد عليان: كاتب ومحرر ومترجم مصري، عمل مع العديد من المؤسسات الثقافية العربية، مثل المركز القومي للترجمة، ومشروع “كلمة” أبو ظبي، من أعماله:
إمبراطور الأمراض، لسيدهارتا موخيرجي.
فن الحرب القديم، لهاري سايدبوتون.
فلسفة الرياضة، لستيفن كونور.