لغتا الاتفاق والنقد
لغتا الاتفاق والنقد
على الرغم من أن جميع المؤسسات تحرص منذ اللحظة الأولى لموظفيها على غرس ثقافة اتباع الأوامر ومعرفة الصلاحيات التي يمتلكها والمسؤوليات التي تجب عليه، ومن ثم لا يتسبب في الإخلال بنظام العمل؛ فإن الصراعات والاختلافات لا بدَّ أن تنشأ بين الأفراد داخل المكان الواحد على الأقل بسبب اختلاف الأنماط الشخصية، ومن هنا كان من المهم تحويل لغة الصراع إلى لغة اتفاق مشتركة، حيث يمكن التوصل إلى حل يضمن المكسب لكلا الطرفين.
وكما أن المدح الزائد عن الحد يشكل أزمة يمكن حلها من خلال لغة التعزيز، فإن النقد أيضًا إذا كان سلبيًّا يمثل أزمة كبرى، والنقد أمر ضروري لضمان تطوير العمل وتحسين مستويات الأداء، فالتحول من لغة النقد السلبي إلى لغة إيجابية تحفز الموظفين على العمل هو أحد التحولات المهمة التي يجب ضمانها في لغات التحول مع الآخرين.
ويوصي الكاتبان بالتعامل مع مشكلات لغة الصراع والنقد السلبي بذات الطريقة التي يتم التعامل بها مع مشكلات اللغات الذاتية، بمعنى أنه يمكن إنشاء جدول وإضافة المشكلات والمخاوف والافتراضات فيه ومحاولة تحقيق الالتزامات بصورة كاملة.
الفكرة من كتاب كيف يؤثر كلامنا على أعمالنا؟
يمثل الكتاب محاولة عملية جادة لإعادة صياغة مفهوم لغة التواصل، وهي إحدى المهارات الأساسية للإنسان في بيئة العمل العصرية، فالقائد الجيد دائمًا ما يصفه الناس بأن “كلمته مسموعة”، وهذا يفسر لنا كيف أن القدرة على الإقناع أهم من القدرة على السيطرة على الآخرين، وأن الأفعال التي نقوم بها ليست إلا نتيجة طبيعية للكلام الذي نتفوه به، ومن خلال هذا الكتاب يعرض المؤلفان لغات التواصل الخاطئة التي يجب التحول عنها إلى لغات صحيحة تؤدي إلى نتائج إيجابية.
مؤلف كتاب كيف يؤثر كلامنا على أعمالنا؟
د. روبرت كيغان، أستاذ بكلية التربية جامعة هارفارد، وحاصل على الدكتوراه الفخرية. له العديد من الكتب والمؤلفات، منها: “النفس المتطورة” و”رؤوسنا من أعلى”.
د. ليزا لاسكو لاهي، أستاذة وباحثة بجامعة هارفارد، ومتخصصة في مجال التعليم التحويلي.