لغة القصة القصيرة
لغة القصة القصيرة
لللغة دور هام في كتابة القصة فبها يتميز كل كاتب عن غيره، وبها تتم عمليتا التعبير والتصوير اللتان بهما ينقل الكاتب قصته لوجدان القارئ، وباللغة ينقل الكاتب نصه مشحونًا بالحرارة والحيوية اللازمتين للتعبير عن روح القصة، وتختلف لغة القصة الحديثة عن نظيرتها التقليدية في أنها مشحونة بالدلالات والشاعرية دون إسهاب منها في الرومانسية.
وسمات اللغة الحديثة كسمات لغة الرواية ولكنها تمتاز عليها في شدة تركيزها وقدرة الإيحاء، ولتحقيق تلك السمات عليك أن تملك من الثروة اللغوية ما يعينك على اختيار الكلمة التي ستساعدك على إيصال المعنى الذي تريده، ولن تجد تلك الثروة إلا في الكتب التي تركها لنا السلف في صورة شعرية ونثرية تحتوى على كل قوي وملهم من الألفاظ والأساليب.
ولضمان لغة قوية عليك الالتفات للشروط الأربعة وهي: السلامة النحوية، والدقة، والاقتصاد والتكثيف، والشعرية، ويمكن التماس السلامة النحوية في كتب نحو طلاب الثانوية، حيث ستضمن لك الحد الأدنى من السلامة، والدقة تأتي مع كثرة المطالعة، فبها ستتمكن من تكوين حصيلة لغوية كبيرة، تضمن لك الدقة والصدق حين تختار الكلمة الأنسب لما تريد قوله، وطلب الدقة لا يأتى من المرة الأولى، بل هي عملية تحتاج إلى جلَدٍ رهيب لتكرار عملية المراجعة والحذف فيها حتى تصل إلى الكلمة الأقرب لمرادك.
أما الاقتصاد والتكثيف فلا يأتيان إلا من قدرتك على حذف كل ما تجده لا يصب في مصلحة موضوع قصتك، من تفاسير وجمل مكررة واستدراكات، حتى تصل إلى الصورة الأنقى الخالية من الزوائد التي تعبر عن موضوع قصتك، وأخيرًا يمكنك إدراك الشعرية باستخدام لغة تعتمد على التلميح لا المباشرة في الوصف، ومن أبسط الطرق للوصول إلى ذلك الخروج عن الأنماط التقليدية للسرد الأدبي، وذلك بالتقديم والتأخير والقطع والتقسيم، في محاولة لاستنطاقك للجملة وتقليبها على كل أوجهها الممكنة.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
تمتاز القصة القصيرة بصعوبتها مقارنة بباقي الألوان الأدبية كالرواية والمسرحية والقصيدة وغيرها، إذ إنها -على عكسهم- لا تعطي الكاتب الحرية في الوصف والتكرار ورسم الصور والأخيلة، بل تفرض عليه أن تخرج في صورة محكمة مكثفة تخلو من أقل قدر من الإسهاب أو الإطناب في السرد، ومن هنا تأتي أهمية كتاب “فن كتابة القصة”، فيضع الكاتب فؤاد قنديل تعريف القصة وعناصرها وما يفرقها عن باقي الألوان الأدبية والقواعد التي تضبط هذا الفن وتميزه.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
فؤاد قنديل: هو روائي مصري ولد في القاهرة بمصر الجديدة عام 1944م، حاصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس من جامعة القاهرة، وعمل في شركة مصر للتمثيل والسينما عام 1962م، له ست عشرة رواية، وعشر مجموعات قصصية، وعشر دراسات وتراجم وبعض المؤلفات القصصية للأطفال، من أشهر أعماله: روايتي “رحلة ابن بطوطة” و”روح محبات”.