لغة الشفرات
لغة الشفرات
للتواصل شفرات أربع يتعلق جزء منها بالسمع وجزء بالبصر، فالشفرة المتعلقة بطريقة الكلام والحديث ونبرة الصوت لها علاقة مباشرة بالسمع، إذ تعتبر مدخلات سمعية، والشفرة المتعلقة بلغة الوجه والجسد هي المدخلات البصرية، في الحين الذي تعالج فيه هذه الشفرات جميعًا وتترجم إلى تصوُّرات ومشاعر داخل الدماغ، ما يساعدنا على إدراك إشارات الآخرين بصورة أكثر عمقًا.
ولحسن الإنصات في هذه الحالة أهمية بالغة ليس في مجرد التفهُّم والالتزام الأدبي وحسب، بل في محاولة استظهار حقيقة الشخص الداخلية لأن طريقة الكلام بمثابة الكاشف المسلِّط على خبايا النفس المتوارية بين الألفاظ؛ ويدخل في هذا نبرة الصوت فهي دلالة على طبيعة الشخص ونمط شخصيته ومزاجه ومدى صدقه وكذبه، فللأصوات العالية دلالة وللمنخفضة دلالة وللرنانة والغليظة والعذبة والمكتئبة دلالات وشفرات.
وباعتبار أن لغة الجسد والوجه مدخلات بصرية تتعلَّق بالرصد والملاحظة المرئية والمحسوسة، فهي بهذا الوصف تعتبر أشد تجليًا ووضوحًا من طريقة الحديث ونبرة الصوت لما لهما من الدلالة الخفية، بينما ما يظهر على الجسد والوجه أشد إبانة من ذلك، فكيفية الجلوس وتشابك الأيدي وموضع الأذرع وحركة الرأس لغة قائمة بذاتها وبصمة من البصمات الشخصية، وحتى تعبيرات الوجه في هذا السياق يمكن اعتبارها المؤشر الأظهر في عالم التواصل، فالوجه مرآة تعكس صورة المرء الداخلية وأنماطه وما يفكر فيه ويشعر به، ومحاولات إخفاء الإنسان مشاعره أو كبح سيلانها من داخله إلى وجهه مفضوحة، إذ لا بد أن تجد هذه الأنماط والمشاعر طريقة ما لتتسرَّب لا إراديًّا إلى الوجه ولو جزئيًّا مهما حاول واجتهد الإنسان منع ذلك.
الفكرة من كتاب أعرف ما تفكِّر فيه
قد لا ينتبه أغلبنا في محادثاتنا اليومية للرسائل المختبئة خلف نبرات الصوت أو في حركة الجسد أو نظرة العين، في الوقت الذي تعتبر فيه خصائص الصوت دلالة من دلالات السلامة العقلية والنفسية، ومقياسًا من مقاييس فهم الحالة المزاجية للشخص المقابل، حتى أن علماء الأنثروبولوجي قدَّموا أبحاثًا في هذا الصدد لفهم ما يظهر على وجه الإنسان من تعبيرات بغية تحسين التواصل أو قراءة الحالة أو حتى التبيُّن من صدق الشخص أو كذبه، إذ تعدُّ لغة الجسد لغة حقيقية قائمة بذاتها، وكل ما نشعر به حيال الناس في اللقاءات الأولى من مشاعر ارتياح أو حب أو نفور له جانب قوي متعلِّق بلغة الجسد؛ فالقوة التي تعطينا إياها قراءات الأجساد والوجوه من شأنها أن تسهِّل علينا عملية التواصل الصحي مع الآخرين، وأخذ الحيطة والحذر في حالة أخبرنا الحسد بذلك.
مؤلف كتاب أعرف ما تفكِّر فيه
ليليان جلاس: من مواليد ميامي في الولايات المتحدة، وهي صحفية وطبيبة أمريكية، درست في جامعة منيسوتا، وخبيرة في الاتصال بين الأشخاص ولغة الجسم، ومعلِّقة إعلامية، ومستشارة في الدعاوى القضائية، وهي أيضًا مخرجة ومنتجة أفلام، وهي ابنة الناجي من المحرقة روزالي جلاس.
ولديها عدد من المؤلفات منها: “لغة جسد الكاذبين”، و”هو يقول هي تقول”.