لغة الجسد
لغة الجسد
ربما لم يخطر ببالك يومًا أن توجد لغة أكثر تأثيرًا في عملية التواصل من اللغة المنطوقة أو المكتوبة، ولكنها حقيقة بالفعل، إذ إن هناك لغةً تتفوق على لغة الكلام وهي لغة الجسد، بل وتعتبر اللغة الأولى عالميًّا، إذ يفهمها جميع البشر تقريبًا حول العالم، وقد كانت حضارة القدماء المصريين والإغريق والرومان من أهم الحضارات التي بدأت بالاهتمام بدراسة هذه اللغة، وهي لغةٌ تقوم على الإشارات والحركات المختلفة التي يقصدها الشخص كرد فعلٍ أو تخرج منه عفويًّا عند تأثره بالمواقف، وذلك كله ليوصل من خلالها ما يريد من معنًى، وتتم بذلك عملية الاتصال بينه وبين الآخرين، ويُطلق على هذه اللغة مسميات عدة، منها ما يسمى بالاتصال غير اللفظي، ومنها التواصل الجسدي، ومنها اللغة الصامتة، وغيرها من المسميات.
وتتمثل أهمية لغة الجسد في أنها تحسّن علاقة الشخص بالمحيطين به، سواء في دائرته القريبة أم في بيئة عمله، فقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن تلك اللغة غير اللفظية تحتوي على خمسة أضعاف التأثير من الكلمة في الرسالة المكتوبة.
ولكي يستطيع الفرد أن يتعلم لغة الجسد هذه أو يزيد من معرفته بها، لا بد أن يحرص على تعلم المهارات التي تعينه على ذلك، تلك المهارات التي يمكنه أن يحصل عليها عن طريق التعليم أو التدريب أو القراءة أو الممارسة من خلال خبراته السابقة، وتعد مهارة الملاحظة من أهم المهارات التي تساعد على فهم تلك اللغة.
الفكرة من كتاب مهارات الاتصال الفعّال مع الآخرين
ربما لم تقرأ يومًا عن بعض الدراسات التي تشير إلى أن الإنسان يقضي من 70% إلى 85% من وقته في الاتصال بالآخرين، إما عن طريق الإنصات لهم، وإما الحديث معهم، وإما القراءة، وإما الكتابة للآخرين، وبعد أن قرأت وعلمت بذلك.. ألم تفكر يومًا في امتلاك مهاراتٍ جيدة تعينك على التعامل بشكلٍ أفضل مع الناس؟ وإن كنت تمتلك بالفعل تلك المهارات.. فهل يمكن يا ترى أن تقيس مدى جودتها لديك؟ وكيف يمكن لك أن تطوّرها بأساليب سهلة ومتاحة؟
هذا ما تناوله الكاتب بحديثه، وهذا ما سنعرفه من خلال مصاحبتنا إياه.
مؤلف كتاب مهارات الاتصال الفعّال مع الآخرين
مدحت محمد أبو النصر: حصل على رسالة الدكتوراه من جامعة Wales ببريطانيا، ويعمل أستاذًا في التنمية وتنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، وهو أستاذ زائر بجامعة C.W.R بأمريكا، وقد عمل أستاذًا أيضًا في دولة الإمارات، وشغل بها منصب رئيس قسم العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة (دبي)، كما يعد عضوًا لتحرير مجلة المنال هناك، فاز بأكثر من جائزة في مجال الكتابة، كما عمل مُحكّمًا في المؤتمرات العلمية، وقد نُشر له عديد من المقالات والبحوث والكتب منها:
الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي.
اعرف نفسك واكتشف شخصيتك.
الإعاقة النفسية.